Modern technology gives us many things.

مفهوم الهدر التقني/د. ريمه الخاني

0

 

الهدر التقني

 

قال معجم المعاني عن كلمة : هدر:
هَدْر ( اسم ) : إِهْراق

هَدَرَ : بُذِّرَ

هَدْر : خَسَارَة[1]

أما مفهومنا عن الهدر والإهدار فهو من خلال ما جرى معنا :

من فترة وجيزة واجهتُ  صعوبة باستخدام  طابعتي الخاصة ،  فهي تعمل على تنظيف رأس الكتابة كل فترة ، وعند  إعادة استخدامها، و تتكرر العملية عدة مرات حتى يستقيم الأمر، ومؤخرا سافرت لمدة أسبوعين، لأواجه معضلة جديدة أنها لم تعد تكتب شيئا البتة، لا مع عملية التنظيف ولا من غير، بمعنى قضي الأمر…

لكن أمل المرء دائما يبقى يدور ويدور، خاصة إن كنا من النوع الذين يعتنون بحاجياتهم جيدا جدا، ونملك أجهزة مجيدة نفضلها  فعدنا للمرة…

ونحملها .للصيانة لنواجه الكلمة الأخيرة:

-بعد تنظيف الرأس ونقعه عدة أيام نقول بثقة :
الطابعة انتهى أمرها…وهذا أمر عالمي بعد استعمال 5 سنوات…لكن هذا لا ينطبق على الهواتف النقالة! فهم يدهشوننا بكل جديد كل فترة وجيزة![2]

نعم القانون التجاري يقولها: الآلات عموما تنتهي مدة عملها الافتراضية بعد مضي 5 سنوات تماما.

وقد عرفت ماهرا في البرمجة والصيانة وو قال :
-دعيني أحاول..

ولهذه الكلمة مدلولا كبيرا، بمعنى أن هناك أجهزة تحمل ميزات واسعة وإمكانيات، يصعب التخلي عنها بسهولة ، وهي الآلة الهامة وقد خرب فيها قطعة، تكلفة تغييرها يوازي ثلثين ثمنها! ومتى ما صار الأمر مكلفا أحيل للتقاعد…

ما هذا؟ فسروا لنا من فضلكم…

حسنا:

هل هذا ينطبق على الإنسان؟ في العالم المادي؟ حيث بات في سويسرا مشفى خاص للقرار المصيري في الإعدام الذاتي !

حيث يحضر صاحب القرار أهله ليشهدوا عملية موته بالسم السريع دون ألم…

هناك يقضي كثير من  مبدعو العالم الذين همشهم أباطرة الإعلام والثقافة المتعفنة.

ما نعرفه أن هناك استخدام للآلات المهترئة في أمور أخرى مفيدة، وذلك لأنه عندما ينتفي الأمل، يبطل العمل…

سامحونا لمعالجة الأمر إنسانيا جدا.. فنحن لا نتنفس جيدا إلا بإنسانيتنا المي تهدر الطاقات إلا الإنسانية منها..

قد قالها سرفنتس قديما صاحب رواية دون كيشوت المشهورة والتي كانت تحكي قصة حياته ساخرا من واقع لم يعترف بفروسيته التي أدت لشلل في ذراعه دفاعا عن الأمير الذي لم ينظر إليه نظرة…رفض قطعها ليستمر بعمله ..عبثا.. فقبل بمنصب كاتب…

نعم قالها أخيرا:

-أليس غريبا أن الجمال يصنع بؤسنا؟ وأن الخير يجلب دمارنا؟.

أليس الأغرب أن البعيرين عن النزاهة والفروسية ينعمون بالثروة والسلطة والسعادة؟

هل فعلا أن الإخلاص لا يعود بالفائدة على صاحبه؟.

******
هل فعلا الإنسانية  والإخلاص ووغير مدعاة للاهتمام ؟؟؟

وهل فعلا يجري في دول الغرب رمي فائض الغذاء  لرفع ثمنه عالميا ، ولتكلفة نقله الباهظة للبلاد الأخرى؟ فماذا عن الجياع؟؟
وهل فعلا كل تلك الأنوار المبهرة لكل جديد في العالم هدفه فقط جيوبنا؟

وضحوا لنا النظرية العالمية في الإتلاف. لو كان ممكنا التوضيح.

فثمة هناك ما لا يمكن رميه أبدا.. لأننا نكون قد رمينا معنى إنسان التي غاب عنا نصفها…عالميا، إن لم يكن معظمها!!!

أم انتهى العمر الافتراضي للإنسانية منذ زمن بعيد؟؟؟

د. ريمه الخاني 16-10-2016

 

 

 

[1][1] http://www.almaany.com/ar/dict/ar-en/%D9%87%D8%AF%D8%B1/

 

[2] تابع مقال: بين أيفون 6 وأيفون 7 فهو ذو صلة:

https://jawallak.com/?p=1523

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.