الذكاء الاصطناعي إلى اين؟
يركز عالم التقنيات والبرمجيات في هذا العام على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وجعله في خدمة الأفكار الجديدة، لذا وجدنا من واجبنا عرض أهم ماورد في هذا المجال المهم جدا.
بدأنا نشهد كيف يغير الذكاء الاصطناعي أسلوب الحياة اليومية فعلياً، ويتوقع العلماء أن يتفوق في نهاية المطاف على الذكاء البشري، ويصبح قادراً على الابتكار بصورة أفضل من البشر.
تمثّل تقنية الذكاء الاصطناعي مجالاً ينمو بزخم متسارع، ويثير حماسة الناس بقدر ما يثير ذعرهم. ويبدو أن الفكرة الشائعة التي تسيطر على قصص الخيال العلمي – بأن تقنية الذكاء الاصطناعي ستطور ذكاءها، حتى يصل بالتدريج إلى مستويات الذكاء البشري، لتتفوق علينا في النهاية، تتحول اليوم سريعاً إلى واقع ملموس، وليست إلا مسألة وقت فحسب، حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي الذي نبتكره، من أن يبتكر بدوره ذكاءً اصطناعياً يفوق قدراتنا.
وفقاً للدكتور بن جورتزل، عالم الروبوتيات ورئيس إحدى الشركات الخاصة ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، فإنّه بمجرد حدوث ذلك، ستصبح الاختراعات البشرية خارج الخدمة. وبمجرد أن تصبح أجهزة الذكاء الاصطناعي قادرةً على تزويد البشر بالطعام والماء والمأوى وجميع الاحتياجات البشرية الأساسية الأخرى؛ عندها لن نجد بعد ذلك أشياء كثيرة لننجزها بأنفسنا. ويرى الدكتور جورتزل، أنَّ البعض ممن يسعون وراء مستويات أعلى من الوعي، قد يسعون نحو التحول إلى بشر خارقين (وهي نظرية محتملة، بسبب الاهتمام المتزايد بالتقنية الحيوية)، إلا أن ذلك سيشكّل نقطة تحول، تتفوق فيها التقنية ذاتها التي صنعناها بأيدينا على البشر.
ونُقل عن الدكتور جورتزيل تصريحاً قال فيه: «أمامنا كثير من العمل قبل الوصول إلى النقطة التي تنفجر عندها قدرات الذكاء، لكنني أظن وباحتمال معقول، أن بإمكاننا الوصول إلى تلك النقطة وأنا على قيد الحياة، وهو أمرٌ مشوق فعلاً.»
المزيد:
رسمُ مستقبل الذكاء الاصطناعي
أكسفورد – نَظَرَ كاليليو إلى الطبيعة على شكل كتاب مكتوب بلغة الرياضيات يمكن حل شفرته من خلال الفيزياء. ربما كانت استعارته امتدادا لمحيطه، وليس محيطنا. عالمنا يتكون من أرقام يجب قراءتها من خلال علوم الكمبيوتر.
وهو العالم الذي تقوم فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) بالعديد من المهام أفضل مما نقوم به. مثل السمك في الماء، فالتقنيات الرقمية هي أساس فضاء المعلومات، حيث يتم خلق كائنات مماثلة تحاول التكيف مع بيئة جديدة، والتي تشمل مزيجا من المكونات التناظرية والرقمية.
The Year Ahead 2017 Cover Image
نتبادل المعلومات والاتصالات الالكترونية مع وكلاء اصطناعيين أذكياء، مستقلين، واجتماعيين أيضا. بعض هؤلاء الوكلاء هم بالفعل أمامنا في الواقع، والبعض الآخر يظهر واضحا في الأفق، بينما الأجيال اللاحقة غير متوقعة. والمعنى الضمني الأعمق لهذا التغيير التاريخي هو أننا ربما في بداية مسار جديد.
إن وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين جاءوا في أشكال لينة، مثل التطبيقات، والبرامج الالكترونية، والخوارزميات، والبرامج بكافة أنواعها، والأشكال الصلبة، مثل الروبوتات والسيارات بدون سائق، والساعات الذكية، وغيرها من الأدوات. فهي تحل محل حتى الموظفين، وتقوم بالوظائف التي كانت تُعتبر قبل بضع سنوات خارج حدود الإضطراب التكنولوجي: فهرسة الصور، وترجمة الوثائق، وتفسير الأشعة السينية، أصوات الطائرات، واستخراج معلومات جديدة من مجموعات البيانات الضخمة، وهكذا دواليك.
لقد حلت التقنيات الرقمية والأتمتة محل العمال في الزراعة والتصنيع على مدى عقود، الآن ستشمل قطاع الخدمات. وسوف تستمر المزيد من المهن القديمة في الاختفاء، وبينما يمكننا فقط أن نخمن حجم الاضطراب المقبل، ينبغي لنا أن ندرك مدى خطورته. أي وظيفة يعمل فيها الناس بشكل سطحي هي الآن في خطر – بين نظام تحديد المواقع والسيارات، ووثائق بلغات مختلفة، المكونات والطبق النهائي، أو أعراض وأمراض متماثلة.
لكن في الوقت نفسه، سوف تظهر فرص عمل جديدة، لأننا سوف نحتاج وسطاء جدد بين الخدمات الآلية والمواقع الإلكترونية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، الخ. وسيكون على شخص مراجعة ترجمة وفرها الذكاء الاصطناعي لجعلها دقيقة وموثوق بها.
والأكثر من ذلك، فإن العديد من المهام لن تكون فعالة من حيث التكلفة بالنسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يدعو البرنامج الميكانيكي لشركة أمازون بالسماح “لزبنائه بالوصول إلى أكثر من 500.000 عامل عبر 190 دولة”، ويتم تسويقه باعتباره شكلا من أشكال “الذكاء الاصطناعي الاصطناعي”. لكن كما يشير التكرار، يقوم “العمال عن بعد” بمهام تافهة، ويتقاضون القليل من المال.
هؤلاء العمال ليسوا في موقف لرفض الوظيفة. الخطر هو أن الذكاء الاصطناعي سوف يستمر فقط في تجزيء مجتمعاتنا – بين المالكين ومن لن يملكوا أبدا – إذا لم نتغلب على الآثار الناجمة عنه. ليس من الصعب أن نتخيل التسلسل الهرمي الاجتماعي في المستقبل الذي يحتل فيه بعض النبلاء مكانة فوق الآلات و فوق طبقة دنيا جديدة هائلة من العوام. وفي هذه الأثناء، حيث تتلاشى الوظائف، فاٍن عائدات الضرائب ستواجه نفس المصير، ومن المرجح أن الشركات التي ستستفيد من الذكاء الاصطناعي ستكون مستعدة لدعم البرامج الاجتماعية لموظفيها السابقين.
بدلا من ذلك، علينا أن نفعل شيئا لجعل الشركات تدفع أكثر، ربما من خلال ” روبو الضرائب”على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ينبغي علينا أيضا إيجاد التشريعات والأنظمة اللازمة للحفاظ على “إنسانية” وظائف معينة. وبالفعل، فإن هذه التدابير هي السبب في ندرة القطارات بدون سائق، على الرغم من كونها أكثر سلاسة من سيارات الأجرة والحافلات بدون سائق.
ومع ذلك، ليست كل آثار الذكاء الاصطناعي في المستقبل واضحة. بعض الوظائف القديمة ستنجو، حتى عندما تقوم الآلة بمعظم العمل: البستاني المكلف بقطع العشب بآلة جز العشب “الذكية” سيكون لديه المزيد من الوقت للتركيز على أمور أخرى، مثل تصميم المناظر الطبيعية. وفي الوقت نفسه، سيتم تفويض مهام أخرى لنا للقيام بها (مجانا) كمستخدمين، كما هو حال الدفع الذاتي في ممر الخروج من الأسواق المركزية.
المزيد:
زوكربيرج: الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعد الفيسبوك في التعرف على الإرهابيين
بواسطة تامر عمران – 18 فبراير 2017
شارك مارك زوكربيرج – مؤسس شركة فيسبوك – رؤيته بشأن ما يتعلق بشركته وكيف يمكنها أن تساعد في بناء العالم الذي يريده الجميع. وفي سلسلة من النقاط، حدد زوكربيرج أنه يخطط لجعل الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا هامًا على المنصة الاجتماعية في مكافحة الإرهاب.
قال زوكربيرج إنه “بالنظرِ إلى المستقبل فإن أحد أعظم الفرص المتاحة لنا للحفاظ على أمن الناس وسلامتهم هو تطوير الذكاء الاصطناعي؛ ليفهم ما يجري في مجتمعنا بأسره، بشكل أكثر سرعة ودقة”.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على توفير نهج أفضل لتحليل وظائف المنصة، وتحليل الصور ومقاطع الفيديو، مما يجعله قادرًا على العثور على أي محتوى يُحتَمَل أن يكون خطرًا.
وأوضح زوكربيرج أن الشركة بدأت في استخدام طرقًا جديدة للذكاء الاصطناعي لمعرفة التفريق بين أخبار الإرهاب والدعوة إلى الإرهاب؛ كي تتمكن فيسبوك من إزالة أي شخص يظن أنه قادرًا على استخدام الشبكة الاجتماعية لدعم منظمته الإجرامية. هذا النوع من الفصل بين تحليل الأخبار والتفرقة بين الأخبار والتحريضات من الأمور الأكثر تعقيدًا، لذلك سينبغي على الفيسبوك أن تستغرق سنوات عديدة لتحقيق ذلك، خاصة في ظل وجود أكثر من مليار مستخدم عليها.
المصدر: BBC News
صناعة الأجهزة وصناعة البرمجيات: الحلقة الثالثة من الصراع
بعدما بدا أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة لصالح صناعة البرمجيات، تعود صناعة أجهزة وأجزاء الكومبيوتر من جديد في شكل شركات ناشئة تسعى إلى مضاعفة حجمها، فمنصات التمويل باتت مستعدة أكثر من أي وقت مضى للمخاطرة بضخ الملايين من الدولارات لتشجيع شركات صانعي الأجهزة والرقائق على العودة، رغم تعودها في السابق مع شركات تطوير البرامج وأنظمة التشغيل على انتهاج الطرق المختصرة لتحقيق الأرباح.
أفلحت مايكروسوفت
لندن- حافظت شركة مايكروسوفت على خط إنتاج جهاز الكومبيوتر المكون من شاشة ومشغل منفصل ولوحة مفاتيح وفأرة لعقود، وإلى جانب ذلك تمسكت باستماتة بإنتاج الملايين من النسخ من نظام تشغيل “ويندوز”، وهو ما ساعدها لاحقا على الصمود.
وتجني اليوم شركات إنتاج الأجهزة الإلكترونية ومكونات أجهزة الكومبيوتر “هارد وير” مثل ميكروسوفت وأي تي إم ثمار استمرارها في الأسواق على مر عقود، رغم ارتفاع أسهم شركات التطبيقات والبرامج وأنظمة التشغيل “سوفت وير”، إذ أدى انتشار الهواتف الذكية وظهور الطابعات ثلاثية الأبعاد إلى عودة البريق مرة أخرى إلى شركات هارد وير.
وفي السابق، استسهل المئات من رجال الأعمال ضخ المليارات في شركات تصميم البرامج والتطبيقات الإلكترونية لأجهزة الكومبيوتر من أجل تحقيق مكاسب أسرع وأكبر بكثير من الاستثمار في إنتاج المكونات الإلكترونية لأجهزة الكومبيوتر.
وبدلا من ذلك يتطلع اليوم أصحاب رؤوس الأموال إلى الحصول على فرص للاستثمار في شركات تصميم وتصنيع الأجهزة ومواكبة الموجة التالية من الابتكار. واضطر المستثمرون ورجال الأعمال إلى تجنب صناعة الأجهزة ومكوناتها لسنوات، ابتعادا عن المخاطرة الكبيرة التي كانت تصاحب هذا النوع من الاستثمار.
فقد بدأت مؤخرا، شركات تصنيع الكومبيوتر العملاقة كديل واتش بي وأيضا أي بي إم إلى تصميم خدمات “سوفت وير” بدلا من صنع أجهزة الكومبيوتر التي كانت علامات مميزة لها، بحثــا عن تكلـفة أقل بكثير.
سكوت ميللر: هناك موجة ضخمة قادمة في صناعة هارد وير. ونحن لسنا في البداية الآن. الأمر سيتضخم
واعتمدت استراتيجية هذه الشركات على تحقيق أرباح من تكلفة تصل إلى الصفر. فعندما ينتج أحدهم قلما بتكلفة 10 سنتات تقل هذه التكلفة إلى 8 سنتات إذا تم إنتاج ألف قلم من نفس النوع، لكنها تظل كما هي ولا تقل عن ذلك إذا تضاعف معدل الإنتاج إلى 10 آلاف أو 100 ألف أو حتى مليون قلم، نظرا لأن إنتاج القلم يحتاج إلى مواد خام أولية لا يمكن تجاهل تكلفتها دون تكبد أي تكاليف إضافية.
كان هذا ما تعلمته شركات صناعة أجهزة الكومبيوتر خلال العقدين الماضيين، إذ لا يمكن تخفيض التكلفة الأولية لإنتاج جهاز كومبيوتر، بينما تقوم شركات البرمجيات في المقابل بتصميم نسخة واحدة من نظام التشغيل أو التطبيق سوفت وير، ثم تكون مهمتها بعد ذلك هو توزيع نُسخ من نظام التشغيل أو التطبيق مجانا.
ويقول تراي فاسالو الشريك المؤسس في مجموعة كلاينر بيركنز للتمويل إن شركات التمويل مازالت على حذرها من الاستثمار في مجال هارد وير. وأضاف “عندما تكون هناك طريقة أسهل لربح الأموال كالاستثمار في سوفت وير، تتزاحم منصات التمويل على الشركات التي تسلك طريقا مختصرة نحو الأرباح”.
لكن جيرمي كونراد، وهو مؤسس لإحدى شركات صناعة مكونات الكومبيوتر، أصر على أن إنتاج الأجهزة بدأ يصبح بدوره أكثر سهولة من ذي قبل بفضل الطفرة في إنتاج طابعات ثلاثية الأبعاد وانتشار أجهزة كومبيوتر قوية ورخيصة.
وأضاف “نعم مازال بإمكانك البحث عن الطريقة الأفضل لبيع منتجك، لكن بشكل عام فإن تأسيس شركة هارد وير سواء كانت هذه الشركة ستنتج أجزاء دقيقة في الكومبيوتر أو ستصنع طائرات كبيرة دون طيار، أصبح منخفضا للغاية”.
ورغم ذلك مازالت معظم منصات التمويل بعيدة عن الاستثمار في شركات هارد وير. ويقول فاسالو إن هناك عددا كبيرا من منصات التمويل التي لا تمتلك خبرة كافية في تصنيع وتسويق الأجهزة لأنها جميعا تأسست في عهد هيمنة شركات البرمجيات، ومازال الكثير منها لا يود الإقبال على المخاطرة.
الهواتف الذكية والطابعات ثلاثية الأبعاد.. قبلة الحياة لهارد وير
لكن سكوت ميللر، رئيس التصنيع السابق في شركة آي روبوت يبدو متفائلا. وقال “هناك الكثير من الموظفين الذين يعملون في مجال إنتاج الأجهزة الإلكترونية. هناك موجة ضخمة قادمة، ونحن لسنا في البداية الآن. الأمر يتجه إلى التضخم”.
ويرى خبراء أن انتعاش صناعة الأجهزة الإلكترونية نابع من عدة عوامل أهمها تقدم البرمجيات، وظهور منصات جديدة للتمويل، مثل كيك ستارتر وإنديغوغو، إلى جانب زيادة فرص النفاذ إلى تكنولوجيا الطباعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد.
قاطرة الهواتف الذكية
وقال تراي فاسالو إن واحدا من العوامل المحركة والأكثر أهمية لعودة الاستثمار في صناعة الأجهزة الإلكترونية يعود إلى الاعتماد الشامل على الهواتف الذكية.
وأضاف فاسالو أن “الشيء الذي يختلف اختلافا جوهريا اليوم، بشكل يفوق ما كان سائدا قبل عامين، هو الانفجار الذي يشهده قطاع الهواتف الذكية. وكانت آثار ذلك على شركات الأجهزة هائلة. وقبل أن تشهد الهواتف الذكية هذه الطفرة، كان إنشاء منصة ترتكز على الهواتف الذكية أمرا مكلفا للغاية… لقد حدث تحول لا يصدق”.
وحتى شركات الإنترنت والبرمجيات العملاقة مثل غوغل اتجهت الآن إلى تصنيع هواتف ذكية بالشراكة مع شركات أخرى. وتمكن شركات تصنيع الهواتف الذكية رجال الأعمال من إنشاء منتجات تعزز تكنولوجيا الهاتف لجمع البيانات وأداء مهام أخرى بثمن أقل.
ومن الأمثلة على ذلك الأجهزة اللاسلكية التي يمكن ارتداؤها لتتبع نشاط أو سلوك أي شخص، والأجهزة المنزلية المتصلة التي تساعد على الحفاظ على الطاقة بالإضافة إلى الروبوتات.
جيرمي كونراد: تأسيس شركة هارد وير سواء كانت ستنتج أجزاء دقيقة في الكومبيوتر أو ستصنع طائرات كبيرة دون طيار، أصبح منخفضا للغاية
وقال ميللر، وهو أيضا مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة دراغون أنوفيشن الاستشارية التي تعمل مع الشركات الناشئة ورجال الأعمال لشراء منتجاتهم، إن “كل الأجهزة في العشرة أعوام الأخيرة كانت تدور بشكل أساسي حول شركات البرمجيات، لكن في الواقع أنت تتعامل مع هذه الأجهزة كل يوم، ولا يمكنك إمساك التطبيقات الرقمية بيديك إلا من خلال جهاز”. والمحفزات مثل طفرة الهواتف الذكية، وتطورات اقتصادية أخرى قللت من تكلفة تأسيس الشركات، وجعلت المشاريع أقل مخاطرة.
وقالت رينيه دي ريست، مستثمر في شركة أورايلي ألفا تيك فنتشرز ذات الرأسمال الاستثماري، إن شركات صناعة الأجهزة الإلكترونية الهارد وير واجهت العديد من التحديات والمخاطر بدءا ببناء نموذج مصغر من المنتج، ووصولا إلى عناء تطوير الطلب في السوق.
وأضافت أنه “قبل ذلك، عندما كان المستثمرون يتقدمون إلى شركات التمويل من دون نموذج أولي لمنتجهم ومن دون توفير 500 وحدة إنتاجية على الأقل، كانت أغلب شركات التمويل ترفض المضي قدما في تبني أي مشروع لإنتاج أجهزة الكومبيوتر”.
وقالت “الآن يكتفي المستثمرون بتقديم نموذج أولي قاموا بطباعته عبر طابعة ثلاثية الأبعاد، ويقومون بعرضه على إحدى منصات التمويل مثل كيك ستارتر”. ووسعت منصات التمويل من تبني المزيد من مشاريع أجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية والروبوتات.
وعلى سبيل المثال فإن منصات تمويل مثل كلينر بيركنز كوفيلد أند بايرز، غوغل فنتشرز، لايت سبيد فنتشر بارتنرز، وشاستا فنتشرز كلها تستمثر في وقت واحد في مختبرات “نيست لابس” المعروفة بتصنيع منظم الحرارة الذكي (تيرموستات).
واستثمرت مجموعة فاوندوري غروب في عدد كبير من شركات تصنيع أجهزة هارد وير. ومن بين هذه الشركات ماكر بوت، وهو صانع الطابعات ثلاثية الأبعاد، وشركة فيت بيت التي تنتج أجهزة تتبع الأنشطة اللاسلكية.
وقال كريس ديكسون، وهو شريك في شركة آندرسن هورويتز للتمويل الشهر الماضي إن الشركة، التي استثمرت بالفعل في شركة شايبوايز لإنتاج الطباعة ثلاثية الأبعاد، تخطط لتوسيع وجودها في هذا المجال.
خبرة هارد وير الغائبة
منصات التمويل تدير ظهرها تدريجيا لشركات البرمجيات
ولكن قلة المخاطر بالنسبة للمستثمرين في منصات التمويل لا يعني تقلص خطر شركات الأجهزة نفسها. لا يزال هناك الكثير من التحديات، بما في ذلك زيادة الإنتاج والتحكم في التوريد، لذلك تحتاج الشركات إلى أن تكـون انتقـائية في ما يتعلق بشركائها.
وقال تراي فاسالو إن “هناك عددا قليلا من شركات ذات الرأسمال المغامر التي تأخذ هذا التوجه، ومن المهم إذا كنت رجل أعمال وتعمل مع شركة تمويل أن تكون قد عملت في السابق مع شركة للأجهزة”.
وأطلقت شركة بولت، ومقرها في ولاية بوسطن الأميركية، في وقت سابق من هذا العام، وهي تخطط لتقديم أول برامجها لإطلاق أول أجهزة من تصنيعها في يونيو القادم. ويرأس الشركة بين آينشتاين.
وقال آينشتاين إن “ما يحدث هو جعل شركات البرمجيات وشركات الأجهزة على مستوى واحد”. وأضاف “كان من المفترض أن يكون لشركات البرمجيات اليد العليا لأن إطلاق شركة جديدة لصناعة الأجهزة يحتاج وقتا أطول، كما أن شركات البرمجيات يمكنها أن تنمو بشكل أسرع، وهو ما جعل الاهتمام بتصنيع الأجهزة أقل جاذبية، ولكن الحال سيتغير الآن”.
وتعكف شركة بولت على الاختيار من بين متقدمين لبرنامج مدته ستة أشهر، سيوفر للشركات الجديدة الخبرات اللازمة للاستثمار في تصنيع أجهزة هارد وير. وقال ميللر من شركة دراغون انوفيشن إنه في الوقت الذي تركز فيه الشركات الكبرى على الابتكار، تنشغل الشركات الناشئة بتغيير قواعد اللعبة، وتستعد للنمو.
وأضاف “إذا نظرتم لآبل، فإنهم لم يفعلوا أشياء عظيمة، إنهم نفس الموظفين ولكن بشكل جديد. بالنسبة لنا، كشركات ناشئة، هنا يكمن القلب النابض. آبل لا تسعى إلى مضاعفة حجمها ثلاث مرات، بينما ماكربوت انتقلت من شخصين إلى فريق يضم مائتي شخص”.
المزيد:
مصدر آخر:
http://ibelieveinsci.com/?p=24845
هل لديك المزيد؟
رؤيا جديدة؟
بانتظارك
جوالك التقنية.