النظافة الألكترونية!!!
لعل أكثر الأماكن نقلا للجراثيم، هي المطابخ والحمامات، ولعلنا لانولي اهتماما كبيرا فيها، أو لعل التكنولوجيا، لم تفكر في أمورها بقوة.
وقد بدأت بعض الشركات انتباها لبعض أمور نعتبرها لاتكفي أبدا، وعليها العمل بدقة للعناية التكنولوجية، خاصة للذي يعملون حتى آخر النهار ، ولايجدون وقتا للتنظيف، إلا من خلال شركات، أو مستخدمين، مخصصين، فماذا عن بقية الأسبوع؟.
بعض ماجمعناه لانعده كافيا، بل تنبيها للعودة للتفكير جديا في هذا الامر الصحي المهم:
1-
أعلنت الرابطة الأميركية لمكافحة العدوى والأوبئة APIC في دراسة حديثة أجرتها أن أرضية المستشفيات تشكل خطرًا كبيرًا فيما يتعلق بإصابة الأشخاص بالعدوى.
ووجد الباحثون أن الأغراض الموجودة في المستشفى غالبًا ما تُلامس الأرض، الأمر الذي يُعزّز انتقال الأمراض عبر الأيادي والأسطح الأخرى.
وقالت المسؤولة عن الدراسة ليندا غرين إنّه من الضروري أن يصبّ طاقم المستشفى والمرضى تركيزهم على المحافظة على نظافة المستشفى وبيئتها.
وبعد اختبار عدة عناصر في المستشفى من بينها الأرضيات، غرف العزل، القفازات، أيادي العاملين والآلات الطبية وغيرها، اتّضح أن الأرضية داخل غرف المرضى هي الاكثر تلوثا.
وتحتوي الأرضيات على بكتيريا اسمها المكورات العنقودية الذهبية وهي مضادة لمادة الميسيثيلين كما تحتوي أيضًا على بكتيريا كلوستريديوم ديفيسيل التي تتسبب بأمراض والتهابات مختلفة.
وأضاف الباحثون أنه دومًا ما تتركز عملية التعقيم في المستشفيات على الأسطح الملموسة باليد ويتم إهمال الأرضيات في حين أن الأخيرة هي الأكثر حاجة إلى التنظيف والتعقيم بطريقة مستمرة.
أليس الأمر هنا يحتاج تفكيرا تكنلوجيا عمليا؟.
***************
محاولات يايانية 2015:
مراحيض مثالية بتقنيات عالية
من الذكريات الشهيرة التي لا تنسى عن اليابان لنجم هوليود ليوناردو دي كابريو ومادونا هي مراحيض اليابان فائقة التكنولوجيا أو بمعنى أدق مقاعد المراحيض اليابانية المزودة بتكنولوجيا المياه الدافئة. بدون شك لن تسطيع الإبتعاد عنه بعد تجربة الجلوس عليه !
شكل قاعدة الحمام المزودة بوظائف التشطيف
لقد بدأت المراحيض ذات التكنولوجيا الفائقة في اليابان عام ١٩٦٤. وقتها كانت تلك المراحيض موجودة بالفعل بالولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا مثل تلك المصنعة من أجل المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية. وقد استوردتها في البداية شركة توتو وLIXIL الرائدتان في مجال الأدوات الصحية في اليابان. بعد ذلك قامت كل من الشركتين بأبحاث خاصة، حيث نجحت شركة LIXIL أولا في تطوير المراحيض بالشطافة للاستعمال المنزلي البسيط من صناعة محلية عام ١٩٦٧ وطرحتها في السوق. أما اسم الموديل الشائع حاليا ”واشليت“ هو الاسم التجاري المسجل للمراحيض المدفئة لشركة توتو الذي طوّر عام ١٩٦٩.
إن استخدام المراحيض فائقة التكنولوجية أمر في غاية البساطة واليسر. في البداية تقوم بالجلوس على قاعدة المرحاض وتقوم بقضاء حاجتك ثم تقوم بالضغط على زر التشغيل لتمتد مرشة الماء من داخل المقعد وتبدأ في رش الماء الدافئ للتطهير. ويمكن التحكم بسهولة في وضعية المرشة (الشطافة) وقوة تدفق المياه ودرجة حرارتها. وبفضل خاصية التجفيف بالهواء الدافئ لن يكون هناك حاجة لاستخدام ورق الحمام.
لوحة التحكم بوظائف التشطيف والتي تعلق على الحائط في الحمام (LIXIL)
نسبة الانتشار في البيوت مدهشة
لقد مر أكثر من خمسين عاما منذ ظهرت المراحيض عالية التقنية وبالنسبة لليابانيين المهووسين بالنظافة فقد تعلقوا بها وأصبح تواجدها كجزء ن حياتهم اليومية أمر لا غنى عنه. فوفقاً لمكتب مجلس الوزراء عن نسبة انتشار السلع المعمرة الرئيسة في مارس/آذار ٢٠١٤، فقد بلغت نسبة انتشار المراحيض فائقة التكنولوجيا داخل اليابان ٧٦٪ وهي نسبة ضخمة للغاية.
في بداية الأمر لم تكن الصحف والجرائد توافق حتى على وضع إعلانات عن المراحيض لكونها قذرة. ولكن في عام ١٩٨٢ حقق إعلان عن المراحيض فائقة التكنولوجيا ”واشليت“ نجاحاً كبيراً حيث ظهرت ممثلة معروفة في الإعلان الذي عرض مساء بالتزامن مع وقت العشاء في اليابان وبه عبارة ”حتى المؤخرة تريدك أن تغسلها“ مع شد السيفون.
ولعل السبب وراء انتشار المراحيض بهذا القدر في اليابان يرجع لهوس الشعب الياباني بالنظافة ولكن السبب الأكبر هو تزامن ظهوره في الأسواق مع فترة الفقاعة الاقتصادية والتي كان فيها الاقتصاد الياباني في أوج ازدهاره. كما أن اليابان من الدول التي تنعم بتوفر المياه مما يسمح لها باستخدام مياه الشرب النظيفة في دورات المياه.
ويتراوح سعر قاعدة المرحاض في الأسواق ٢٠ ألف ين تقريباً للقاعدة الواحدة وتكون القاعدة مجهزة ويمكن تركيبها بسهولة على المرحاض الموجود. وتوجد موديلات غالية يصل سعرها إلى ١٠٠ ألف ين.
الأجانب يقعوا في غرام المراحيض الدافئة
أصبحت المراحيض مؤخراً تستخدم مرشات مياه مقاومة للجراثيم أو الاتساخ والمصممة بزاوية تحول دون طرطشة أو تدفق المياه في الجوانب المختلفة. وحسب الموديلات أيضاً هناك المزود بخاصية التنظيف الذاتي للمرشات في وقت التخزين وقبل الاستعمال، كذلك هناك المزود باستشعار آلي يستشعر وجود الشخص فيفتح ويغلق غطاء المقعد آليا. كما توجد خاصية توفير الكهرباء والتي تقوم بتدفئة القاعدة عند استشعارها للاستخدام فقط، ويوجد تصميم سهل التنظيف من دون إطار في حافة القاعدة، وخاصية غسيل المرحاض بماء الأمونيا ومقاومة الجراثيم وغيرها فهناك الكثير والكثير من الوظائف والتقنيات التي تستمر اليابان في تطويرها.
وتكمن جاذبية المراحيض فائقة التكنولوجيا في تدفئة القاعدة بالكهرباء من أجل تدفئة ماء المرشة. فمن المغرى جداً أن يكون المقعد الذي ستجلس عليه في دافئاً لئلا تلتصق بالمقعد في الأيام الباردة، وكثيراً ما نسمع حكايات الأجانب عن اشتياقهم للمراحيض اليابانية. فلا شك أن المراحيض المدفئة أصبحت إدمانا للأجانب أيضاً.
(بوابتك إلى اليايان).
مارأيكم دام فضلكم؟
جوالك التقنية