التقدم العلمي عند الإنسان الأول….
من الظلم علميا، أن نقول: إن مابني اليوم بدأ من الصفر، وننكر ماقدمه الإنسان الأول ، كبذرة صالحة للبحث والتطوير.
ولعل ماذكره صاحب كتاب”أقوم قيلا” سلطان موسى الموسى الصفحة 27 عن معرفة داروين بسقوط نظريته ، وصمته حول ذلك، حافرا للبحث حول هذا الموضوع خاصة عندما اقترح الكاتب مراجعة كتابين: التاريخ المخفي، والصندوق الأسود لدراوين ، وهما كتابان مهمان للاطلاع عن القبو المظلم في عالم العلم.
مقالنا اليوم يدور حول تلك الحقائق وماكتب عنها من مهم.
لقد نشر فى عام 1993 كتاب بعنوان ” علم الآثار المحرم ” للمؤلفان ريتشارد ثومبسون و مايكل كريمو اللذان اوردا عددا لا يستهان به من البراهين و الأدلة الموثقة و بقايا عظام إنسانية و أدوات و غيرها تشير إلى أن بشر مثلنا عاشوا على هذه الارض منذ زمن بعيد جداً بتكنولوجيا و علوم غاية فى التطور .
و فى عام 1996 بثت محطة NBC التلفزيونية برنامجاً وثائقياً بعنوان ” أصول الإنسان الغامضة ” و تم الكشف فيه عن حقائق أثرية مدهشة و إكتشافات أثرية حديثة و أجرت مقابلات مع علماء آثار محترفين و وضعت كل هذا أمام المشاهدين و تركت لهم كامل الحرية ليدركوا و يفسروا ما شاهدوه بأعينهم و وجد هذا البرنامج نجاحاً كبيرا كما طلب الملايين إعادة بث البرنامج .
ولعنا نقول بثقة:إن الإنسان الأول ابتكر تكنولوجيا “خارقة”
فما زالت محاولات فهم “الماضي البشري” تجذب اهتمام عشرات الباحثين من علماء الآثار والإنثروبولوجيا خاصة بعد اكتشاف عدد من الأحفوريات، والآثار التي تشير إلى انه لم يكن هناك يوماً إنسان “الكهف البدائي” الذي سبق الحضارة بشكلها المعروف، وإنما كان هناك دائماً إنسان عاقل واعٍ بكل ما يدور حوله . ويذهب بعض العلماء بتوقعاتهم إلى أن الإنسان الأول تعرف إلى علوم معقدة أبعد مما يتخيل عقلنا وهو عكس الفكرة السائدة قديماً بأن الإنسان عاش لمدة كبيرة من الزمن كمخلوق بدائي لا يستطيع إنجاز أي شيء بمفرده .
ومازالت المؤسسات الأكاديمية ترسخ فكرة إن الحضارات الإنسانية يعود تاريخها إلى أقل من عشرة آلاف عام، وليس أكثر من ذلك . أما الفترة التي سبقت ذلك، فكان الإنسان وقتها كائناً متنقلاً من مكان لآخر يعيش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقر بالقرب من مصادر المياه كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزراعة، ثم أقيمت المستوطنات الصغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدناً، ثم حضارات.
كتاب “علم الآثار” للعالمين البريطانيين ريتشارد ثومبسون، ومايكل كريمو قدم لنحو 64 اختراعاً بشرياً من أيام الحضارات القديمة يثبت صحة أرائهم بأن الإنسان القديم كان متطوراً عرف الابتكار . آلاف القطع الأثرية التي تكشف عن تكنولوجيا في غاية التطور، وهذه التكنولوجيا لم تكن محصورة في مكان واحد، فالقطع الأثرية اكتشفت في مواقع مختلفة حول العالم . أي أن الأرض كان يسودها في إحدى فترات التاريخ السحيق نموذج موحد من التقنية المتطورة، وأمثلتها مجالات كثيرة مثل علم الجغرافيا، الفلك، الرياضيات، المعادن، الأعمال الزجاجية، رفع الحجارة العملاقة، تقنيات البناء، الاختراعات الميكانيكية، الألبسة، الفن، والأسلحة المتطورة وغيرها من المجالات التي تكشفها قائمة طويلة تثبت وجود تقنيات قديمة متفوقة .
ومن أبرز أمثلة التقنية المتطورة للقدماء بطاريات كهربائيه اكتشفت في العراق في العام 1938، ويعود تاريخها إلى 248-226 ق .م، إضافة إلى أوعية نحاسية تم تلبيسها كهربائياً بالفضة وتعود إلى 2500 ق .م .
أما “ضوء دندرة” الذي تكرر في النقوش على جدران المعابد الفرعونية وخاصة في “معبد دندرة” فيظهر على هيئة مصباح كهربائي موصل بأسلاك ثابتة . يضاف إلى ذلك نظام الحساب الفلكي الدقيق الذي اعتمده قدماء المصريين عند احتساب أوقات الزرع والحصاد، وتطورهم في تحنيط الجثث، وبناء المعابد التي تتعامد عليها الشمس أوقات محددة كل عام، إضافة إلى تفردهم بنمط معماري وهندسي مازال لغزاً يحير العالم حتى اليوم .
واكتشف العلماء في سلوفينيا حديثاً فكاً لفم بشري عمره 6500 سنة يحتوي على حشوة في أحد الأسنان من مادة شمع النحل ما أثار السؤال عن التطور العلمي الذي وصل إليه الإنسان في عصور ما قبل الميلاد .
ويبقى العقل البشري متحيراً في كيفية تواصل الشعوب قبل الميلاد من شرق الأرض لمغربها وكيفية تناقلهم فن العمارة الهرمي الذي ينتشر من الأهرامات في مصر، إلى مجمع الأهرامات في مدينة “تيوتيهواكان” المكسيكية التي يعتقد إن حضارة “المايا” في أمريكا الوسطي شيدتها عام 1700 ق .م، وعلى الجانب الشرقي من العالم يصادفنا نفس النمط الهرمي في البناء من خلال 37 هرماً منتشرة في أماكن متفرقة من الصين بنيت قبل 800 عام قبل الميلاد، ونرصده في المعابد الهندية القديمة خاصة التي شيدت لتخليد ذكرى أباطرة التاميل .
وتشير قطعة كريستالية تعود لحضارة المايا تم حفرها لتتخذ بدقة كبيرة شكل الجمجمة البشرية، اكتشفت 1912، الى أن عملية الحفر تمت بواسطة آلات معقدة ومتطورة جداً .
إضافة إلى خرائط جغرافية دقيقة، تعود لقرون وقال أصحابها إنهم نسخوها من مراجع قديمة، وتظهر فيها سواحل أمريكا الجنوبية، والقطب الجنوبي يبدو خالياً من القشرة الجليدية (مع العلم أن آخر أجزاء القارة المتجمدة الجنوبية كانت خالية من الجليد قبل 4000 ق .م) .
كما أظهر السومريون القدامى إلماماً واسعاً ودقيقاً بعلم الفلك، كتحديد هوية ومواصفات الكواكب التسعة في نظامنا الشمسي، وكذلك معلومات تفصيلية مثل معرفة الأقمار الأربعة الرئيسية لكوكب المشتري، وهذه معلومات لم نتعرف إليها في هذا العصر سوى بعد اختراع التليسكوب . ومازالت تماثيل لحضارة الأولمك Olmec في أمريكا الجنوبية التي تعود ل3000 عام تحمل ملامح أعراق إفريقية وصينية تثير حيرة العلماء .
وأكثر ما يثير الحيرة هي تلك النقوش الفرعونية التي عثر عليها في غابة “ناشيونال بارك” في استراليا باللغة الهيروغليفية التي تحكي عن مجموعة مستكشفين قدامى جنحت بهم سفينتهم إلى هذا الساحل المجهول . وشكلت تلك القطع المنقوشة الغامضة جزءاً من التراث المحلي للمنطقة، وتوجد في شق صخري يتألف من كتلة ضخمة من الصخر الرملي المشقوق عمودياً مشكلة ما يبدو حجرة لها جداران مسطحان يواجه بعضهما بعضاً، يبعد الجداران عن بعضهما مابين مترين إلى 4 أمتار، تغطيهما صخرة مسطحه عملاقة تبدو “سقفاً” مرفوعاً أعلى الجدارين اللذين يتقاربان مع بعضهما بعضاً في القمة . ويشبه الشق الكهف الذي لايمكن الوصول إليه إلا من أسفل أو أعلى مجرى نهري منحدر وضيق .
المصدر : صحيفة “الخليج”
ولعل العالم الأمريكي كما قدمه لنا كتابه ” التاريخ المخفي يبين لنا الحقائق الغامضة حول ذلك يقول فهد عامر الأحمدي حول هذا:

عالم الآثار الأمريكي مايكل كريمو يدعي أن الكنيسة المسيحية حاربت أو طمست العديد من الاكتشافات الأثرية والأحفورية القديمة لمجرد أنها تتعارض مع الروايات الإنجيلية حول الخلق وتطور المجتمعات الأخرى. ويستعرض في كتابه «التاريخ المخفي للجنس البشري» أو (Hidden History of Human Race) قائمة طويلة لمثل هذه المواقف التي تبناها الفاتيكان والكنيسة الإنجيلية في المائتي عام الماضية – مثل موقف الكنيسة البريطانية من ضريح توت عنغ آمون، واعتراض الفاتيكان على فكرة عيش الديناصورات قبل ملايين السنين… – !!
أما جيبي برينان فيستعرض في كتابه رحلة عبر الزمن Time Travel)) اكتشافات أثرية كثيرة عظيمة – في الصين والبيرو وتايلند والعراق وبحر إيجه – تثبت ظهور مجتمعات بشرية مجهولة تميزت بتقدمها التكنولوجي الكبير. وبعد كل مرة – يستعرض فيها اكتشاف كهذا – يتساءل عن سر اختفائه وعدم انتشاره ولماذا حورب من قبل الأوساط الدينية أو العلمية المحافظة!!
.. أيضاً هناك كاتب الخيال البريطاني آرثر كلارك الذي يعترب في كتاب (Mysterious World) بوجود مواقف سلبية تعارض أي اكتشاف يهدد نظرتنا لأنفسنا – أو يخالف إيماننا بفكرة التراكم المعرفي للحضارة الإنسانية.. فالأوساط العلمية المحافظة في الغرب على قناعة بأننا أكثر الحضارات البشرية تطوراً على مر العصور – وأن تطورنا التكنولوجي الحالي سمة خاصة بالقرنين الأخيرين فقط.. ليس هذا فحسب بل يصعب على المتزمتين منهم تصور ظهور حضارات أكثر تطوراً في بلدان معروفة بتخلفها الحالي (مثل أثيوبيا والبيرو) أو في مواقع تبتعد عن القارة الأوروبية العجوز (في اليابان أو تايلند مثلاً)!!
ولكن .. رغم أن القرنين الأخيرين تميزا بتقدم العلم وثورة التكنولوجيا إلا أنهما في الحقيقة مجرد لحظة خاطفة من عمر البشر.. وإن كان صحيحاً أن عمر الأرض أكثر من أربعة بلايين عام فإن هذا يعني أننا مجرد «ورقة» ضمن موسوعة من مائتي ألف صفحة.. وبناء عليه من المنطقي التسليم بظهور واندثار حضارات راقية مشابهة (أقدم بكثير مما نتصور) تميزت بتقدمها التقني والصناعي الكبير..
ومن الاكتشافات الكثيرة التي تشهد على وجود حضارات كهذه المواقع الرملية الذائبة في صحراء كوبي في الصين (كدليل على حدوث تفجير نووي قديم) وكرات كوستاريكا الرخامية (التي تتميز باستدارة كاملة يصعب نحتها بالطرق اليدوية) والآلة البرونزية الحاسبة التي اكتشفت في بحر إيجه (وقال عنها آرثر كلارك: لو استمر تقدم صانعيها على نفس المنوال لكنا نتنزه اليوم بين النجوم)…
على أي حال؛ قد لا نحتاج للرجوع كثيراً لنكتشف مدى تطور الحضارات القديمة، فهنود الأنكا مثلاً نجحوا في قياس الشهر القمري بدقة كبيرة تساوي (29) يوماً و(530) دقيقة و(86) ثانية، بينما لم نستطع نحن الوصول لتلك النتيجة إلا في «المائتي سنة الأخيرة». أما كهنة بابل فأشاروا إلى وجود أربعة أقمار كبيرة تدور حول المشتري (الأمر الذي لم نستطع الجزم به إلا بعد اختراع التلسكوب). أما قبيلة الدجون (في مالي) فتعبد كوكباً يدور حول النجم (سايروس) لم يكتشف إلا عام 1970م..
أضف لهذا هناك بطاريات كهربائية جافة اكتشفت في العراق واستعملت في الطلاء الكهربائي، ورسومات لبالونات هواء ساخن تثبت أن هنود البيرو أول من استعملها للطيران – في حين بنى الفراعنة الأهرامات بقياسات تقنية خارقة واستعملوا مصابيح (غير نارية) للعمل داخل الهرم والأضرحة المظلمة…!!
كل هذه المعلومات تم استنتاجها من اكتشافات وحفريات حقيقية لم تلق رواجاً كبيراً في الأوساط المسيحية أو العلمية المحافظة.. فهي لا تتعارض فقط مع الرؤية الدينية لنشأة العالم؛ بل وتشكل تهديداً لمسلّمات علمية كثيرة – وسبباً لكتابة التاريخ بطريقة مختلفة!!
فمارأيكم دام فضلكم؟
جوالك التقنية-من عدم مصادر بتصرف.