Modern technology gives us many things.

حرب التقنيات.. آخرها عام 2017

0

إن حرب ال2017 ليست تقنية تماما لكنها تقنية فكرية، بحيث تجمع مابين دعوة الإنفاق وإخراج مافي الجيب بدعوى الجديد والتجديد.

اشتر أحدث الأسلحة ، وحارب غدا مع غيرك..تخسر وطنك وتخسر نفسك ومافي الجيب…

إليكم أحدث الأخبار:

تقنيات 2017 تغيّر وجه العالم

الخبر الأول:

إعداد: إبراهيم باهو

أصبحنا ننتظر كل عام بلهفة وشغف، جديد التقنيات والابتكارات، التي تسهل الحياة على الإنسان، إذ باتت الجامعات والمعاهد والشركات، تتسابق على الكشف عن أفضل ما توصل إليه العلم، ليفاجئونا بأمور وأجهزة ربما لم تخطر على بالنا، أو كنا نعتقد أنه يستحيل اختراعها، لتغدو أمراً واقعاً ومألوفاً، فمن كان يعتقد أن تظهر سيارات ذاتية تقود نفسها، ومن فكَّر في الطائرات التي يستطيع الإنسان أن يسيرها عن بعد، أو يتحكم بها عن طريق عقله، من تخيَّل في يوم من الأيام أن يستطيع ذوو الإعاقة ممن يعانون مشاكل في العمود الفقري، على المشي مرة أخرى ومن دون عناء، حقاً إن هذه التقنيات التي أصبحت تتطور بشكل سريع سنوياً، تشكل ثورة لخدمة الإنسان في المقام الأول، وربما تكون تقنيات 2017 التي نستعرض أهمها في هذه السطور والتي تشمل كل مجالات الحياة، قادرة على تغيير شكل العالم.

يعاني كثيرون الإصابة بجروح بين فينة وأخرى، خصوصاً من الرياضيين كركوب الخيل وكرة القدم وتسلق الجبال، وهؤلاء في حال إصابتهم بجروح يضطرون للذهاب إلى المستشفى لتضميدها، الآن ومع تطور التكنولوجيا والطب، أصبح الأمر بسيطاً، وغير مقلق، وربما لا يحتاج الذهاب إلى المستشفى على الفور، إذ من المتوقع وبحلول عام 2017 ظهور القلم الليزري المعالج للجروح، الذي بإمكانه إغلاق الجرح لحظياً قبل الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب واستشارة الطبيب، فهذا القلم حال توفره سيكون من أفضل التقنيات التي تساعد الرياضيين بشكل خاص على إغلاق جروحهم التي تنزف إلى حين الذهاب للمستشفى.
وفي هذا الإطار يعمل باحثون غربيون من عدة دول، على تطوير القلم الجديد لاستخدامه حتى في مجال العمليات الجراحية التي تتطلب التئام الجروح بسرعة من خلال استعمال الليزر بدلاً من المواد الكيميائية والخيوط الطبية.
وتعتمد تقنية القلم على استخدام الألياف البصرية الدقيقة التي تستطيع تمرير درجة حرارة عالية نسبياً إلى مكان الجرح، ثم تسخينه كي يلتئم. وبحسب الباحثين، يتم التحكم بدرجة حرارة الليزر، حسب مساحة الجرح وسماكة الجلد ومدى سرعة انتقال الأشعة عبر الأنسجة الداخلية. واستخدم القلم بنجاح في الجراحة لعلاج بعض الالتهابات والحروق وآلام الظهر.

الدرَّاجة مساعد شخصي:

كانت «سيجواي» الدرَذاجة الهوائية ذاتية الدفع والتوازن، التي يستخدمها أفراد الشرطة، في اليابان وبعض الدول الآسيوية، ابتكاراً عظيماً حين ظهورها، ولكن هناك المزيد. إذ أعلنت شركة «إنتل» بالتعاون مع «سيجواي» عن دراجة جديدة مزودة بمميزات روبوتية، قادرة على التواصل وتحريك نفسها بنفسها، والتعرف إلى الأصوات، فضلاً عن تزويدها بكاميرا ثلاثية الأبعاد وجهاز تتبع «جي بي إس» لتتمكن بسهولة من تتبع موقعك، كما تملك القدرة على البث الفيديوي المباشر، فضلاً عن التعرف إلى الوجوه، ويُمكن أن تصل سرعتها إلى 18كم/الساعة، والتنقُل لمسافة تصل لِ30 كم، كما يمكنها المناورة بشكل رائع وتجنُب العقبات.

تسمى تلك الدراجة الروبوتية الجديدة التي كونت معظم أجزائها بشكل قابل للطي «ناينبوت سيجواي»، وخلال عرضها في معرض «الإلكترونيات الاستهلاكية» لعام 2016 بمدينة لاس فيغاس الأمريكية، تواصلت الدراجة الروبوتية مع مُشغليهِا البشر بشكل مثير، إذ استطاعت تتبع أحدهم إلى المسرح وغرفة معيشته.
ومن المتوقع طرح «ناينبوت» للأسواق بحلول 2017 الأمر الذي سيشكل ثورة في عالم النقل، ووفقاً للشركتين المصنعتين للدراجة، سيتمكن المستخدم من إصدار أوامر صوتية لها، ما يسمح له التحكم بها حتى وإن كان مترجلاً، ويتوقع مستقبلاً تزويدها، بتقنية البلوتوث ليستطيع المستخدم ربطها بهاتفه الذكي، للقيام بالعديد من المهام والتحكم الكامل بها.

أقراص للوقاية من الشمس:

مع المخاوف المنتشرة بشأن تأثير الاحترار المناخي وازدياد درجات الحرارة بمعدل أكثر من درجتين مئويتين حول العالم، أصبح العلماء يفكرون جدياً بإيجاد حل لتأثير أشعة الشمس في أجسامنا، التي على الرغم من كونها مفيدة، فإنها ضارة جداً حال كانت قوية.
يلجأ بعض الأشخاص إلى كريمات الوقاية للحماية من أشعة الشمس الضارة، ولكن معظمها يبطل مفعوله في أقل من 24 ساعة، الأمر الذي دفع العلماء إلى اختراع أقراص جديدة، يتوقع طرحها في الأسواق هذا العام، يمتد تأثيرها لأسابيع.
وعلى الرغم من أن فكرة إيجاد أقراص ليست جديدة، فإن المتغيرات المناخية أعادتها للواجهة، إذ أكد باحثون بريطانيون من جامعة «كينغز كولدج» في 2011 أن بإمكانهم تصنيع علاج من المرجان للوقاية من أشعة الشمس لفترة أسابيع بدلاً من استخدام الكريمات الواقية التي تستدعي وضعها على الجسم والوجه كل بضع ساعات للمحافظة على فعاليتها.
وبعد دراسة بحثية للحيد المرجاني العظيم في أستراليا لكشف الحقائق الجينية والبيوكيميائية وراء قدرة المرجان على حماية نفسه من أشعة الشمس فوق البنفسجية، كشف الباحثون أن المرجان يحمي نفسه بفضل الطحالب وإفراز مواد كيماوية أخرى.
ومن المتوقع أن تعمل الأقراص هذه على حماية أجسامنا من الموجات فوق البنفسجية والتي تتسبب بالإصابة بسرطان الجلد، خامس أكثر السرطانات انتشاراً لدى الرجال والسابع لدى النساء طبقًا لآخر الإحصاءات.

أطراف تعيد حاسة اللمس

يخطو العلم يومياً خطوات هائلة وثورية لمساعدة ذوي الإعاقة، ليشعروا بأنهم مثل أقرانهم من بني البشر، حيث يعمل كثير من العلماء على ابتكار أذرع وأرجل حيوية صناعية يمكن التحكم بها عن طريق الدماغ والتواصل مباشرة مع الجهاز العصبي والهيكل العظمي.
وتحتوي هذه الأطراف المبتكرة على نوابض كهربائية تحيط بكتلة عصبية رئيسية في الدماغ، وهذه النوابض تحفز وتنشط الأعصاب التي كانت في أصلها الطبيعي مسؤولة عن بث أو إرسال حاسة اللمس إلى الدماغ، وتجرى حالياً على فترات كل عام تجارب على هذه الأطراف إلا أنها من المتوقع أن تكون مطروحة في الأسواق في العام الجاري، وبأسعار مقبولة.

أجهزة للتحكم بالأشياء عن بعد:

لربما سمعنا في السنوات الأخيرة، مصطلح «إنترنت الأشياء» أو ما يسمى بالجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها وتواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة الإنترنت، الأمر الذي يجعل الإنسان متحرراً من المكان، أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى وجوده في مكان محدّد للتعامل مع الجهاز، ومن هنا أتت الأجهزة التي تعرف بتكنولوجيا المنازل الذكية.
من خلال أجهزة «إنترنت الأشياء» يمكن التحكّم بشكل فعاّل وسهل بالأشياء عن قرب وعن بُعد، إذ نستطيع مثلاً، إدارة محرّك السيارة والتحكم فيها من أجهزتنا الحاسوبية، كما نستطيع التحكم في واجبات الغسيل بجهاز الغسالة، والتعرّف إلى محتويات الثلاجة عن بُعد، كل ذلك بفضل استخدام الاتصال عبر الإنترنت بهذه الأجهزة أو من خلال جهاز يوضع في المنزل للتحكم بكل ما هو موجود.
ومن المتوقع أن تنتشر هذه الأجهزة بكثرة العام الجاري، ومن أحدالأمثلة على تلك الأجهزة هو الجهاز الذكي «Bixi» الذي يمكن توصيله بأي جهاز آخر من أجل السيطرة عليه عن بعد بالإشارة والإيماءات، وتم الكشف عن الجهاز في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس، وأطلق كحملة على موقع التمويل الجماعي الشهير «كيك ستارترز» للحصول على الدعم اللازم للإنتاج.
ووفقاً لموقع «ذا فيرج» الأمريكي، يمكن توصيل الجهاز بالهاتف الذكي من خلال تقنية «الواي فاي» من أجل التحكم في الهاتف وفتحه وإغلاقه بحركة اليد، كما يمكن تشغيل الموسيقى بالإيماءات عن بعد. وبحسب المطورين، فإن الجهاز قادر على تتبع حركات اليد الخاص بالمستخدم وتحويلها إلى أوامر لتنفيذها على الجهاز المرتبط به سواء هاتف ذكي أو أية أجهزة أخرى مثل الكاميرات وغيرها، وتم نشر فيديو يوضح المزايا الأساسية التي يتمتع بها جهاز Bixi الذكي الحديث.

الحوَّامات الطائرة:

إن كنت من عشاق سلسلة أفلام حرب النجوم، وتود ركوب حوَّامة طائرة على غرار الدارجة الطائرة «Speeder bike» في السلسلة، والسيارة الطائرة في فيلم «العودة للمستقبل»، فإن أحلامكم يمكن أن تتحقق في العام الجاري، إذ تطور شركة (أيروفيكس) للتكنولوجيا ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مركبة حوامة تحمل اسم (أيرو إكس)، ستكون متوفرة في الأسواق بحلول عام 2017، ويتوقع أن يصل سعرها ل 85 ألف دولار.
وبحسب الشركة فإن قيادة الحوامة تشبه كثيراً قيادة الدراجة النارية لكن في وضع الطيران، وصممت الحوامة لتتسع لشخصين جنباً إلى جنب، وبوزن حمولة لا يتجاوز 140 كغ، وتكون عملية الإقلاع عمودية، ويمكن أن تطير بسرعة تصل إلى 72 كم/س على ارتفاع 3 أمتار عن الأرض، ويمكن التحكم بها بشكل سلس فهي مزودة بوسائل تحكم بديلة ومحركات تسمح للمركبة بالحفاظ على سلاسة القيادة، ما يؤدي في النهاية إلى السيطرة على عملية الهبوط حتى في حال حدوث مشكلة أثناء القيادة، كما أنها مصممة بطريقة تجعل الحوامة مستقرة ومقاومة للانقلاب عند الانعطاف في حيز ضيق، ومزودة بحساسات إلكترونية تضبط حركتها.
ويمكن استعمال هذه المركبة في الكثير من الأماكن، مثل استعمالها من قبل طواقم البحث والإنقاذ، أو حرس الحدود، أو استعمالها للوصول إلى المناطق التي يصعب اجتيازها سيراً على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل الأخرى.

أجهزة للترجمة الفورية قابلة للارتداء

ربما لن نحتاج بعد هذا العام إلى مترجم أو دليل سياحي للتواصل مع البقية، خصوصاً للأشخاص الذين يسافرون كثيراً حول العالم، فشركة «لوغبار» اليابانية كشفت النقاب عن أول مُترجم فوري قابل للارتداء يدعى «إيلي» يرتكز على نظام الصوت الذي يُسلم ترجمة دقيقة إلى حدٍ ما بشكل فوري.
ويجعل المترجم القابل للارتداء التواصل سلساً تماماً مع الآخرين، ويوضع حول العنق، ولا يحتاج سوى ضغطة زر ليبدأ ترجمة أية جملة إلى اللغة التي يريدها المستخدم. ويشترط عمل الجهاز الاتصال بالإنترنت، حيثُ تعمل أدوات الجهاز على دمج مُحرك الترجمة مع شرائح التراكيب الكلامية، سامحةً له بالقيام بجميع أنواع الترجمة بِشكل فعّال.
ولا يزال الجهاز قيد التطوير. وأثناء كشف النقاب عنه في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس، كان الجهاز قادراً فقط على ترجمة 3 لغات هي الإنجليزية والصينية واليابانية، ومن المتوقع أن يطرح الجهاز في الأسواق بشكله المتكامل بحلول نهاية العام الجاري.

الخبر الثاني:

لا اختلاف بين “إل سي دي” و”إل إي دي”

لا يعود ابتكار تقنية “إل سي دي” -وهي اختصار لـ”شاشات الكريستال السائل” (Liquid Crystal Display)- للقرن الحالي، فهي موجودة منذ بداية القرن الماضي لكن بتسميات وآليات عمل مُختلفة، لكن ومن حيث مبدأ العمل، تقوم هذه التقنية على الكريستال السائل، فالشاشة مؤلّفة من سبع طبقات -وهو عدد قد يختلف في بعض الاستخدامات-  يمر الضوء عبرها ليخرج باللون المطلوب، وبالتالي تظهر العناصر على الشاشة .

استخدامات “إل سي دي” كثيرة في الهواتف القديمة والحديثة كذلك، ولعلّ شاشات هواتف نوكيا القديمة أفضل مثال على ذلك، إذ يُمكن رصد وجود مصابيح صغيرة على جانب الشاشة، بحيث تقوم هذه المصابيح بإنارة اللوحة المؤلّفة من الطبقات المُختلفة، ومع مرور التيار الكهربائي تتغيّر الموجّات اللونية لرسم الشكل المطلوب.

أما في الهواتف الحديثة فالأمر يختلف ولو بشكل قليل، فعوضًا عن وضع المصابيح على جانب الشاشة، يتم وضعها خلف اللوحة المسؤولة عن انبعاث اللون، وهو ما سمح بتحكّم أكبر في الألوان الخارجة وتحقيق درجة سطوع وتباين أعلى، وبالتالي صور أفضل. هذا أيضًا سمح لنا بالوصول إلى تقنية “إل إي دي”، وهي اختصار لـ”الثنائيات الباعثة للضوء” (Light Emitting Diodes).

في حقيقة الأمر، شاشات “إل إي دي” هي امتداد لـ”إل سي دي”، ومن الناحية العلمية فإن الاسم الحقيقي لها هو “إل إي دي إل سي دي”، في حين أن الاسم التسويقي اقتصر على “إل إي دي” فقط كنوع من تمييزها وتقديمها على أنها تقنيات جديدة، وهي كذلك بالفعل .

الفكرة في شاشات “إل إي دي” هي وجود لوحة مؤلّفة من مصفوفات، وضوء خلفي يُضيء هذه اللوحة، وبالتالي تحدث إضاءة النقاط التي وبعد تجميعها تُعطينا الصورة النهائية

بكسلز

تتألف شاشات “إل إي دي” بشكل رئيسي من لوحة مسؤولة عن مُعالجة ألوان الضوء المُنبعث من المصابيح الموجودة خلف اللوحة في الشاشات الحديثة، هذا بدوره يسمح التحكم بسرعة أكبر بالألوان الظاهرة بعد توجيه تيّار كهربائي على عناصر اللوحة -المصفوفة- المؤلفّة بشكل أساسي من مجموعة من العناصر أو النقاط (Pixels)، في حين أن النموذج القديم الذي يعتمد على وضع الإضاءة على جانب الجهاز ينتقل الضوء فيه من مصفوفة للثانية للوصول إلى الشكل المطلوب، وهو ما جعل عملها بطيء نوعًا ما.

الفكرة في شاشات “إل إي دي إل سي دي” هي وجود لوحة مؤلّفة من مصفوفات، وضوء خلفي يُضيء هذه اللوحة، وبالتالي تحدث إضاءة النقاط التي وبعد تجميعها تُعطينا الصورة النهائية.

إذًا “أو إل إي دي” تطوير على “إل إي دي”

بالنظر إلى الاسم التقني فإن “إل إي دي” و”أو إل إي دي” تبدو وكأنها أسماء لأجيال مُختلفة من نفس التقنية على غرار “إتش دي” و”إف إتش دي” و”كيو إتش دي”، لكن الواقع ليس كذلك للأسف، بل وتختلف شاشات “أو إل إي دي” بالكامل عن شاشات “إل إي دي” من حيث التقنيات وآلية العمل كذلك.

يتم التحكم بالضوء في شاشات “أو إل إي دي” بطريقة مُختلفة، فيُمكن التحكّم بالضوء الخارج من كل نقطة على حدة، عوضًا عن إضاءة مصفوفة كاملة من النقاط مثلما هو الحال في “إل إي دي”. مثل هذا التحكم يعني أن مُعالجة الصورة أفضل بكثير لأن النظام بإمكانه إنارة النقاط التي يرغب بها، وتجاهل التي لا يرغب بها لتظهر باللون الأسود، وبالتالي الحصول على مُستوى تباين رائع جدًا.

التباين يعني الفرق من الناحية اللونية ما بين اللونين الأبيض والأسود (بكسلز)

التباين يعني الفرق من الناحية اللونية ما بين اللونين الأبيض والأسود، وبالتالي فإن الأسود الظاهر في شاشات “أو إل إي دي” هو أغمق نقطة يُمكن الحصول عليها على أرض الواقع لأنه السواد الطبيعي، في حين أن السواد في شاشات “إل إي دي” هو سواد من إنتاج اللوحة، وبالتالي هُناك ضوء خلفه؛ وكتجربة عملية يُمكن عرض عنصر مُلوّن في مُنتصف الشاشة مع استخدام خلفية سوداء اللون لمُلاحظة سطوع الألوان الدقيق في شاشات “أو إل إي دي”، فاللون الأسود حول العنصر المُلوّن دقيق لدرجة عالية جدًا، بحيث لا يتداخل مع العنصر نفسه. أما عند رصد نفس العنصر في شاشة “إل إي دي” فالوضع يختلف، لأننا وعلى أطراف العنصر سنلاحظ وجود إضاءة تتدرّج حتى تختفي، وهذا بسبب الاعتماد على إضاءة اللوحة بالكامل، والتحكم باللون عبر المصفوفات، عكس ما يحدث في “أو إل إي دي”.

بصريح العبارة، لو فرضنا وجود شاشة مؤلّفة من 12 نقطة فقط، فإنها في “أو إل إي دي” ستكون مكوّنة من 12 مصباح للتحكم بالألوان الخارجة بالاعتماد على اللوحة الإلكترونية بكل تأكيد التي يتم التحكّم بها عبر التيار الكهربائي. أما في “إل إي دي” فهناك مصابيح تُضيء مصفوفة من النقاط، ولتكن 3 نقاط في كل مصفوفة، وبالتالي هناك أربع مصفوفات، وأربعة مصابيح.

قد يعتقد البعض أن الأمر سيّان والاختلاف فقط في عدد المصابيح، لكن ماذا لو أردنا إضاءة نقطتين فقط، أي ظهور نقطتين على الشاشة بألوان والبقية بالأسود؟ في “أو إل إي دي” الأمر سهل جدًا، النظام المسؤول عن تنظيم العملية سيقوم بتشغيل المصابيح المسؤولة عن إضاءة تلك النقاط ثم تطبيق تيار كهربائي في اللوحة للوصول إلى اللون المطلوب. أما في “إل إي دي” فسوف يتم تشغيل المصابيح بناءً على المصفوفات، وبالتالي سيقوم النظام بإنارة 3 نقاط على الأقل، لو افترضنا أن النقطتين في نفس المصفوفة، ثم تطبيق تيار كهربائي لإيقاف واحدة وتحويل اللون الخارج منها للأسود، مع تحويل البقية إلى الألوان المطلوبة.

جودة الألوان والصور

نظريًا أو بشكل مُبسّط تبدو تقنية “أو إل إي دي” متفوّقة على “إل إي دي”، لكن الشركات لم تتخلّى عن تقنيات “إل سي دي” بل وتعمل حتى هذه اللحظة على الاستثمار فيها، وبالتالي فإن ما تحدّثنا عنه سابقًا حول ظهور إضاءة حول العنصر المعروض على الشاشة على الرغم من أن الخلفية باللون الأسود أمر صعب الحدوث في عام 2017 في ظل التقنيات الكبيرة التي وصلت الشركات إليها، فطريقة التحكّم بإضاءة المصفوفات تغيّرت وتطوّرت بشكل كبير مع مرور الوقت.

تلفاز من صناعة سامسونغ يعمل بتقنية الـ “إف إتش دي” 3دي “إل إي دي” (Full HD 3D LED) (رويترز)

إن تقنيتي “إل إي دي إل سي دي” و “أو إل إي دي” مُتقاربتان جدًا من ناحية الجودة، والاختلافات تكاد تكون معدومة. فالشاشات العاملة بإحداهما وصلت إلى دقّات “4 كيه”، “ألترا إتش دي بريميوم” (Ultra HD Premium)، وهي معايير تتفق عليها الشركات الكُبرى كل عام، وتقوم بتسميتها واعتمادها بناءً على عدد النقاط في البوصة الواحدة، ومُستوى التوفير في الطاقة وما إلى ذلك [3]. لكن العامل الأهم في 2017 هو “إتش دي آر” (HDR) بكل تأكيد، وهي تقنيات تُساعد بشكل عام في تحسين الفروقات ما بين اللون الأبيض والأسود داخل الصورة، إضافة إلى تحسين سطوع الألوان، أي عرض حزمة لونية أنقى، وتباين أعلى، وهي تقنية موجودة في “إل إي دي” و”أو إل إي دي” على حد سواء.

استمرار تطوير شاشات “إل سي دي” يأتي لعوامل كثيرة أهمّها التكلفة الإنتاجية المُنخفضة مُقارنة بشاشات “أو إل إي دي”، وهو حال أي تقنية جديدة تتوفر بداية بسعر مُرتفع ثم ينخفض ثمنها وتُصبح ملائمة للجميع.

العودة إلى المُعسكرين

ما زالت أبل حتى هذه اللحظة مُتمسّكة باستخدام شاشات “إل إي دي” “آي بيه إس” في هواتف آيفون وحواسب أيباد اللوحية، وهي شاشات توفّر زوايا رؤية أفضل من تلك التي توفّرها شاشات “إل سي دي” التقليدية، إضافة إلى مُستوى تباين مُتميّز وسطوع لوني عالي كذلك، لكنها ذهبت إلى “أو إل إي دي” في ساعات أبل الذكية، وشريط الأدوات في حواسب “ماك بوك برو” الصادرة مع نهاية 2016 .

تأخّر أبل في الاعتماد على “أو إل إي دي” تقف خلفه الكثير من العوامل أهمّها عدم وجود الكثير من الشركات المُنتجة، إلى جانب سيطرة سامسونغ على إنتاج هذا النوع من الوحدات، وبالتالي فإن الاعتماد على المُنافس الأول في سوق الهواتف الذكية والحواسب اللوحية أمر خطير جدًا. كما تنوي أبل تطوير تقنيات ودمجها داخل الشاشة نفسها على غرار مُستشعر البصمة (Touch ID)، ومُستشعرات الضوء كذلك، إلى جانب اللمس ثُلاثي الأبعاد (3D Touch)، وهو شيء يتطلّب مزيدًا من الوقت، على أن تكون جاهزة في 2018 تقريبًا مع دخول أسماء كبيرة لإنتاج شاشات “أو إل إي دي” على غرار “شارب” و”إل جي” .

غالاكسي 6إس إدج من سامسونغ (بكسلز)

أما سامسونغ في هواتفها الأخيرة على غرار “غالاكسي إس 7″ و”إدج إس 7″، حرصت بكل تأكيد على استخدام أحدث التقنيات التي وصلت لها في شاشاتها، والتي تُعرف تسويقيًا بـ”أموليد” (AMOLED) وهي بالفعل امتداد لـ”أو إل إي دي” بعد تغيير طريقة توجيه المصابيح وآلية الإضاءة. استخدام سامسونغ لهذا النوع من الشاشات ليس حديث العهد أبدًا، فالتحكم بكل نقطة على حدة أمر يُساهم في التقليل من استهلاك الشاشة للطاقة، ومنح المُستخدمين فترة استخدام أطول، مع درجة ألوان أنقى.

لمن المستقبل؟

لا يُمكن الإقرار بأفضلية نوع شاشات على الآخر، وتمامًا هو الأمر عند الحديث عن المُستقبل، فلا يُمكن اعتبار “أو إل إي دي” الجيل الجديد للشاشات، ولا يُمكن أيضًا اعتبار “إل سي دي” على أنها قديمة العهد، فشركات مثل “اليابان ديسبلاي” (Japan Display)  تُفكّر في تطوير شاشات قابلة للانحناء من نوع “إل سي دي”، وقد نجحت بالفعل بتطوير نماذج تعمل بكفاءة عالية، لكن تحويلها إلى مُنتج استهلاكي ما زال بحاجة للمزيد من الوقت .

نفس الأمر في شاشات “إل إي دي” أو “أموليد”، فهناك تركيز من سامسونغ على إنتاج شاشات قابلة للانحناء بشكل كامل؛ بعد النجاح في استخدام شاشات بجوانب مُنحنية في غالاكسي إس7 إدج، ترغب الشركة في الوصول إلى مرونة أعلى في الشاشات والخروج بابتكارات أفضل في هذا المجال.

وتبقى فكرة الهاتف القابل للانحناء بشكل كامل أمرا صعب المنال أو يحتاج مزيدًا من الوقت لأن الأمر لا يتوقف على الشاشة نفسها، بس على عناصر أُخرى كالمعالج، وبطاقات الذاكرة، وبعض المكونات الداخلية الأُخرى التي يجب أن تكون مرنة هي الأُخرى من جهة، وتؤدي عملها بالشكل المطلوب من جهة ثانية، لكن هذا لا يعني صعوبة ظهور ابتكارات في هذا المجال، فالسوق مفتوح، والشركات تبذل جهودها للوصول إلى الهاتف الذكي القادم الذي يُغيّر السوق بشكل أو بآخر، مع وجود تقارير تحدّثت عن اقتراب وصول هاتف سامسونغ القابل للطي في وقت لاحق من هذا العام  .

المصدر: موقع الميدان -عنوان الموضوع : حرب الشاشات

الخبر الثالث:

أهم الأجهزة المستعملة في الحروب قديما:

http://www.igli5.com/2017/05/blog-post_90.html

********
فإلى متى نبحث عن الشر؟

سيعود إلينا بأهوال قادمة ، والله المعين.

جوالك التقنية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.