سهولة التزييف وصعوبة الوصول للحقيقة!!!
شعار الذاكرة المزيفة الذي تتحدث عنه بعض المحطات الفضائية، ليس جديدا، فقد سبقه العلاج بالوهم وخداع الذاكرة ، لكن الجديد الآن هي الوسائل والطرق…فهل أنت قوي كفاية لتتماسك ضد عمليات الخداع من حولك؟.
حتى حاسوبيا وفي كل مجال حولك قد تخدع فتابع معنا:
بعض نتف نعرضها للنقاش:
أعلن باحثون تشيك من معهد وسط أوروبا التكنولوجي التابع لجامعة ماساريك التشيكية عن نجاحهم في الكشف عن لغز ما يسمّى بظاهرة déjà vu، وهي كلمة فرنسية تعني (شوهد من قبل)، ويقصد بها ظاهرة شعور الإنسان بأنه رأى الموقف الحاضر من قبل بتفاصيله كافة، رغم أن ذلك لم يحصل فعليًا، ولذلك تطلق عليها أيضًا تسمية الذكريات المزيفة.
وذكر الباحث ميلان برازديل أنه يوجد الكثير من الافتراضات والتفسيرات ل…[/FONT][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ظاهرة الذكريات المزيفة، غير أن أيًا منها لم يكن يستند إلى دعم علمي. أما هو وفريقه وبالتعاون مع كلية الطب في الجامعة نفسها فقد تمكنوا من الإثبات بأن هذه الظاهرة ترتبط حقيقة بالتطورات الجارية في الدماغ، وبالتالي دعموا الافتراض الذي كان يقول بالأصل العصبي لهذه الظاهرة التي تصيب نحو 80% من البشر. وأوضح أنه تم إخضاع 113 متطوعًا لفحوص دماغية عن طريق الرنين المغناطيسي، وأنه جرت مقارنة كبر وحجم مناطق الدماغ بين الأفراد الذين سبق لهم أن تعرّضوا لما يسمّى بديجا فو وبين، الذين لم يشهدوا هذه الظاهرة في حياتهم. واثبتت التحليلات الدقيقة التي أجريت بعد ذلك وجود اختلافات في كمية المادة الرمادية في بعض أجزاء الدماغ. أما التغييرات الأكبر فقد لوحظت في منطقة “الهيبوكامب”، أي في الهياكل والأجزاء التي تنشأ فيها الذاكرة، حيث كانت هذه الهياكل أصغر لدى الناس الذين سبق لهم أن شهدوا هذه الظاهرة بكثير مقارنة بالذين لم يشهدوها في حياتهم.
كما استنتج الباحثون أن التوتر ومستوى التعليم يلعبان دورًا مهمًا في تكرار التعرّض لهذه الظاهرة، ولذلك فإن غالبية الذين يتعرّضون لها هم من حملة الشهادات الجامعية الذين يتعرّضون للتوتر.
***********
في هذه المقالة أتحدث إليكم عن أكثر 4 طرق غرابة يمكن من خلالها توجيهك من خلال التلاعب بذاكرتك ومن ثم إقناعك بمنتهى السهولة واليسر .
في البدء لا يمكن الوثوق في الذاكرة ! فقد تنسى معلومات وقد يقوم العقل بإستكمال المعلومات الناقصة بطرق أخرى متعددة ! لا يمكن على الإطلاق الوثوق في الذاكرة ، فهي أسهل ما يمكن التلاعب به .
هل سمعت يوما عن مقولة “الزن على الودان أمر من السحر” ؟
لم تعد مقولة ساخرة بعد الآن ?
الطريقة الأولى : يمكن للآخرين أن يؤثروا في ذاكرتك من خلال الترديد
قال جيجرنزر “كتاب 50 خرافه في علم النفس” أن الناس لا تفرق بين شيوع المعلومة وبين صحتها ، فإن كانت المعلومة شائعه أصبحت حقيقه .
فعل سبيل المثال وطبقا لمقالة كتبها ” مات مور ” حول الطرق ال 5 لخداع ذاكرتك ، كيف صدق الناس شائعه كون باراك اوباما مسلم ! على الرغم من ظهوره يشرب الخمر ويصلي في الكنيسة ويأكل لحم الخنزير ، يغض الناس طرفهم عن هذه الحقائق في مقابل المعلومات التي سمعوها باستمرار وهي أنه مسلم وفي أحد الابحاث وبعد أخذ اراء العديد من الناس تبين ان نسبه كبيرة منهم “أمريكيون” تؤمن بكونه مسلم ، ليس بسبب معلومات مؤكده ولكن بسبب تردد هذه المعلومة على مسامعهم .
وجب القول أيضا أنه في حالة أن شخصا ما قريبا منا نحبه قد آمن بهذه المعلومة فإننا نسرع للاقتناع بنفس ما يؤمن به لأننا لا واعيا نقول “إن كان يؤمن بهذا فقد يكون صحيحا بالفعل ! ”
لا داعي أخواني الأفاضل في الدخول في تفاصيل سياسية ولكن أنظر إلى عالمنا العربي واعرف كيف يتم استخدام هذا التأثير النفسي والمسمى ب”وهمية الحقيقة” باستمرار .
لذلك نصيحتي لك “لا تمشي خلف القطيع فقد يكون معظمهم مضلين ولو اعجبتك كثرتهم”
وفي الكورس الصوتي “لغة الإقناع والتأثير” أقوم بعرض مجموعه من الانماط اللغوية والمستخدمه للتأثير على العقل وتوجيهه بشكل إيجابي وإقناع الناس بطرق فعال جدا .
ثانيا : نصف عقلك أعمى
من أكثر الأساطير المعروفة والتي يصدقها الناس “انظر الخطوة الاولى” ، ولكن ليس لها اساس علمي هو اننا نستخدم 10% أقل او اكثر من قدرات عقلنا ، وقد ذكر في كتاب “50 خرافة في علم النفس” هذا الأمر كمعلومة خاطئه كانت تستخدم من أجل اغراض تسويقية لصالح إحدى شركات الطيران في الماضي ، ولكن صدقها الناس وكرروها لدرجه انها اصبحت نوع من انواع الاعتقادات التي لا يمكن الجدال او النقاش فيها .
وفي تجربة ل جيه سيمسون “الغوريلا الخفية” قام بعرض فيديو على مجموعه من الطلاب ، لمجموعه من الاشخاص الذين يرمون الكرة لبعضهم البعض وطلب من الطلاب ان يعدوا كم مرة مرروا الكرة لبعضهم الآخر ، وفي خلال الفيديو قام شخص يرتدى زي الغوريلا بالتحرك خلف اللاعبين ، ولم يلاحظ الطلبة هذا الأمر لأنه عقلهم كان منشغل بعد عدد التمريرات .
وهذه التجربة تخبرك كيف يمكن بسهولة خداع العقل ، فبتركيزك على شىء لا يمكن لعقلك أن يرى الشىء الآخر الذي قد يكون في وضوح وخطورة الغوريلا !
مثل النشال ، الذي يقوم بإرباكك من خلال الضغط على قدمك ، فتنظر إلى قدمك تجاه مكان الألم بالجهه اليسرى فيقوم بنشل المحفظة من جيبك بالجهه اليمنى .
ولمرة أخرى لا داعي للدخول في تفاصيل سياسية ? لتعرف كيف يتم توجهيك للتركيز على صورة ما ، فلا تتسطيع رؤية باقي الصورة حتى ولو قال لك الناس وحلفوا لك أنه يوجد أمامك شىء واضح جدا ولكنك لا تستطيع رؤيته فلا تصدقهم .
ثالثا : عقلك يخترع ويؤلف الأشياء !
قامت إليزابث لوفتس بالتحدث مع احد المحكوم عليهم بتهمه اغتصاب الاطفال ، وهي عالمه للذاكرة أمريكية ، وبعد ساعتين من التحدث معه واقناعه بأنه قد اغتصب ابنتها ، أقر في النهاية باغتصاب ابنتها وذكر كل التفاصيل واكثر .. ولكن المفاجأة هي .. اليزابث ليس لديها اطفال !
قامت اليزابث بشرح ما يحدث لعقل هذا الرجل للقضاء وانه برىء وما يقوله ليس حقيقيا ولكنه ذكريات وهميه يقوم العقل بخلقها ، ولكن لا جدوى .
هكذا يحدث دائما معنا ، بعض الدجالين وبعد ساعات من الحديث معك وباستخدام تقنيات ايحائية يقنعوك انك قمت في الماضي بعمل كذا وكذا وحدث كذا وكذا ، وتبدأ بالتصديق ولكن الأمر لا يتوقف هنا ! عقلك يقوم بخلق ذكريات وهميه لما حدث فتبدأ بالتصديق بل وبإعطاءهم معلومات (غير حقيقية) ولكنها حقيقية بالنسبة لك .
عندما نكن في ضغوطات نفسية ، نكون اكثر تقبلا للاقتراحات والتوجيهات والتعليمات الموجهه الينا . ولا داعي للدخول في تفاصيل سياسية لتعرف كيف يمكن أن تقوم احد المؤسسات المخابراتية بحملك على الاعتراف بارتكابك لجريمه ما وبإيمان تام منك بأنك قمت بها ?
دعنى أقرب لك الأمر ، هل قمت من قبل بتذكر معلومة ما ، ولا تعلم أصلها ولا اين سمعتها ولكنها تقوم باخبار الناس بها ؟ حتى دون ان تتساءل عن اصلها ؟
هل تعلم أحد يقوم بهذا ؟
قد يكون سمعها في فيلم ، او سمعها في حلم ، ولكن عقله يخدعه بأنها حقيقية .
وكأنك تحلم في حالة اليقظة ، عقلك لديه القدرة الكبيرة جدا على ان يقنعك بأن شيئا ما حقيقي 100% ويعطيك احساس اليقين تجاهه .
هل حلمت مرة انك تطير في السماء دون ان تستغرب كيف يحدث هذا؟ هل لا تعرف كيف تسبح في الواقع ولكنك تحلم بأنك تعوم ولا تغرق؟
عقلك ياصديقي … ?
رابعا : حالتك المزاجية تؤثر على ذكرياتك
كم مرة سمعت من أحد يقول “أيام الطفولة هي اجمل ايام الحياة ، في الماضي كنا نلعب كان الناس يهتمون ببعضهم البعض ، كانوا يخافون على بعضهم … الخ ” قد تكون أنت أيضا قلت هذا .
هذا بمنتهى البساطة يسمى بتأثير الإيجابية ، لأن والدك قد يقول نفس هذا الكلام عن فترة طفولتها انها كانت الافضل ، وجده قد يقول نفس الكلام بان طفولته هو هي الافضل … الخ
في الحقيقة كل هذا كلام غير سليم !!
(من عدة مصادر)