التعاون الثقافي/د. ريمه الخاني
نعم نحن بحاجة لمؤسسة اسمها التعاونية الثقافية، بحيث أحدهم يترجم والثاني يسأل عن المختص التربوي لدعم بحثه الأدبي التربوي، وآخر يحتاج لتفهم مذهبه الفكري وتفعيله على الواقع لانه تقويمي.. الخ… نحن بحاجة لبناء جديد للإنسان النموذجي ، الذي يجمع لايفرق..يبني لايهدم..يعالج لا يجرح…
جرى نقاش بيني وبين الدكتورة زيناء ليلى، عن المثقف الذي تجاوز سن التتلمذ الاكاديمي، وسرح بعيدا جدا، ليضع بصمته الفكرية هنا وهناك …ماذا بعد ذلك؟
تقول الدكتورة زيناء:[1]
ليست مشكلتنا نقص في المفكرين والكوادر المثقفة ، بقدر النقص في تفعيل دورهم، فانت مثلا تجاوزت سن الدراسة، ولديك إرث ثقافي عملاق، وماذا بعد؟ نريد تفعليه على الواقع، لنبدأ بأشرتك التي تدعمك…
من هنا تذكرنا كوادر كانت معنا إلى حد ما…لكنها ماتجاوزت مشاريعها، ولا حيزها الفكري لأن لديها من المشاريع مايجعلها مستقلة جدا، وبعضهم اكتفى بالنشر فقط، فتراه ينشر بغزارة حتى لو لم يجد قراء…ولا ردودا..
فهل صدق من قال: عائلة كلها زعماء…؟
لذا نجد االدكتورة نجحت في بناء تلك الخلايا الاولى الثقافية مثل معهد أمنيات في اللاذقية، ومازكز ثقافية تدريبية كثيرة، تتدرب على التاهيل النفسي مثلا في عصرنا، او بناء الإنسان العصري الحيادي الذي يستوعب كل ماجرى ويتقن التصرف السليم ليكون في مواجهة آلة الغرب التي تبنت الإعلام والمال والعلم، لتكون صخرة تكسر كل من يخالفها…
وعليه فدور المثقف الذي يستعين بالآلة التقنية الغربية المفتوحة المصدر ، ان يستفيد من علومها، كي يبدأ من حيث انتهى الاخرون…فينشأ عملاقا رغم ضعف وضعه العالمي كقوة، ويكون مركزا فكريا هاما ..يتقن تصدير فكرة انطلاقا من الواقع….
ولعلنا عبر مقالاتنا هنا كنا نمهد لتلك الفكرة بطريقة ما ، سواء المفكر المزيف بجزئيه، او مؤهلات العظمة بجزئيه ايضا الخ..[2]
كان برعما لهذا النوع التفعيلي من الفكر…
ولعل نظرة خاطفة لمايقدمه الغرب من سبق في المصطلحات والتلاعب فيها، وتقبلنا لها كببغاوات، تقصير في حق علومنا ومفكرينا….
نضع هذا الرد كنموذج للفكرة:
انهم سباقون للعلم والمال والاعلام وهنا يمسكون بناصية العقل، وكما نرى للتقنيات جعلت عقلنا مفتوحا، وبذلك يسهل عليهم مواجهتنا وايجاد ردا على ذلك للاسف، واستلهام الجديد من أفكارنا المتناثرة بلا تفعيل…
واظن أن الدوا ء إيجاد عالم متكامل ،يخصنا ويهيئ لنا ردامقنعا وإعلاميا فعالا على الواقعن إاقرانه بعمل فعلي مشروعي علمي من قبل الجيل الحديد يجعلنا قوة علمية مواجهة، وليست تابعة..مهما قلنا عن ضعفنا..فاليابان بقيت قوية بعلمها رغم حجب الجانب العسكري فيها وبتره…[3]
وأخيرا وليس آخرا: كن فعلا وقولا معا، فعندما تكون مفكرا فقط…سيحتاج الجميع لرؤية مشروعك الفكري على أرض الواقع شاهدا ودليلا ونجاحا..
د. ريمه الخاني 27-1-2016
[1] دكتورة في السلك التربوي وخريجة جامعة دمشق اختصاص فيزياء وفعالة في المجال التربوي الفكري والنفسي التجديدي بحيث تمزج بين المذاهب الفكرية مثال: الغذاء في معالجة الامراض النفسية، البحث الذي نالت على أثره الدكتوراه، ونحن نتبنى هذا المبذهب بطريقة فكرية ، بحيث نمزج بين الأدب والتربية، الشعر والقص التوجيهي، البرمجة العصبية من الوجطهة الادبية الخ…
[2] نماذج من المقالات:
http://www.jawallak.com/?p=748
http://www.jawallak.com/?p=702
[3] المزيد: في مقالة تصنيع الثقافة
http://omferas.com/vb/t58646/#post225497