حوسبة اللغة أم حوسبة الطريقة؟؟؟/د. ريمه الخاني
بدأت منذ زمن تعلو أصوات جديدة في ساحة تطوير وسائل الاستفادة من اللغة العربية ودعمها ، خاصة بتطور عالم المصطلحات والمفاهيم الجديدة التقنية، عبر عدة محاور جديدة.
منها حوسبة اللغة كما قال الأستاذ زهير عابدين حيث قال:
يقع البعض من الإعلاميين في أخطاء لغوية عند إعداد وصياغة الرسالة الإعلامية، وهذا يعيق وصول الرسالة وفهمها بطريقة سهلة وسلسلة بالنسبة للقارئ، الذي بحاجة ماسة إلى بساطة الأسلوب وسهولة التعبير، مع المحافظة على قوة مضامينها ورصانة معانيها، في كلمات ذات تأثير فعال على جذب القارئ والتأثير عليه.
لذا مطلوب منا أن نحمي اللغة العربية من الكلمات النشاز والشواذ التي يحاول البعض إقحامها وإلصاقها في اللغة العربية من خلال الرسالة الإعلامية في الكثير من وسائل الإعلام العربية، من خلال بعض المثقفين المعدودين على الأمة العربية وهم في الأصل يخدمون أجندة خارجية مستشرقة من الغرب الذي لا ينكب على محاولة أذا الأمة بشتى الطرق ومنها تغريب اللغة العربية من خلال وسائل الإعلام، على اعتبارها هي العولمة والثقافة التي يجب عليها أن نحملها لكي نستغني عن لغتنا.
ومن أدواتهم الحديثة وسائل الإعلام الجديدة وما تحمله من رسائل تحاول تشويش العربية والعمل على تغيير بعض مفرداتها، لذا سعى الباحثين العربي في التصدي لهذه الظاهرة، من خلال ما يعرف بحوسبة اللغة العربية بصفة عامة- وحوسبة المعجم بصفة خاصة- من الميادين العلمية التي ازدهرت حديثا، وازدادت أهميتها في عصر يتعاظم فيه دور الآلة والتقنية في صناعة المعرفة.[1]
**********
ولعلنا نادينا منذ زمن غير قليل ، من خلال مقالات صباح الخير المتسلسلة، ان مجمع اللغة العربية لم يعد يلبي حاجة اللغة لتعريب المصطلحات عبر إصدارات متتابعة لكثرة وتتابع المصطلحات يوما بعد يوم، لخطورة تراكم مواضيع كهذه تبين قصور لغة ما قصرت يوما.
ومازلنا نخشى قصور اطلاعنا، فهل فعل وغا عنا ؟ ننتظر جوابا.
لكن الأستاذ محمد مصطفى الشامي وصل لأبعد من هذا بكثير حيث قال:
مفهوم اللسانيات الحاسوبية، وهذا المفهوم ينقسم إلى شقين هما: اللغة العربية فعلى المقبل على حوسبة اللغة أن يكون ملما إلماما جيدا باللغة العربية وعلومها، والشق الثاني هو الحوسبة وهو أن يتقن الباحث استخدام الحاسوب استخداما جيدا، فلا أتحدث عن برامج الأوفيس والمكتبة الشاملة وغيرها بل أقصد برمجيات الحاسوب مثل برمجة c++)) وفيجوال بيسك وغيرها من البرمجيات..* توظيف اللسانيات الحاسوبية :نأتي إلى الشق الثاني من مقالنا وهو كيفية توظيف الحاسوب في تيسير العربية أو تطويع الحاسوب لخدمة العربية، فقد يظن البعض أن علم اللسانيات الحاسوبية علم معقد وصعب لذا نرى العديد من التقليديين يفضلون الابتعاد عنه! إلا أنه بإمكان التقليديين من علماء النحو واللغة دراسة رسائلهم في ضوء اللسانيات الحاسوبية، فالحوسبة لا تقتصر على دراسة موضوع جديد، بل على الطريقة التي صُنفت عليها الدراسة العلمية، فحينما يكون اللساني الحاسوبي قادرا على تطويع الحاسوب لخدمة اللغة العربية حينها تظهر جليا ثمرات حوسبة اللغة وتذوق ثمرة الاستفادة من اللسانيات الحاسوبية .قلت إن حوسبة اللغة لا تقتصر على موضوعات جديدة؛ بل إن جل الدراسات التقليدية نستطيع دراستها في ضوء اللسانيات الحاسوبية وذلك عبر إضافة فصل في آخر الدراسة يشتمل على شقين: شق نظري، وآخر عملي لحوسبتها عبر برنامج معين يُكَلّف به الباحث مبرمجا ماهرا أو يقوم الباحث بنفسه ببرمجته إذا كان لديه مهارة الحوسبة.[2]
ويقدم فكرة دلالية نحوية ومعجمية وصرفية، الخ…وهذا مبدئيا نجده يهم الطلاب والمختصين حصرا، ويحتاج لفريق عمل كامل متخصص مكون من مبرمجين ولغويين ورقابة لغوية بعد الجهد.
ويكمل عن الهدف من الدراسة:
إن أهداف اللسانيات الحاسوبية: في الختام أشير إلى أهداف الدراسات اللسانية الحاسوبية، فمن هذه الأهداف: إجراء دراسة حاسوبية للعديد من الدراسات العلمية لأجل توثيق هذه الدراسة حاسوبيا لسهولة الرجوع إليها، بالإضافة إلى نشر ثقافة تطويع الحاسوب لخدمة اللغة العربية، إضافة إلى العمل على إفادة جيل الشباب بالكثير من الفوائد العلمية عبر الحوسبة، واستغلال الحاسوب في خدمة القرآن الكريم واللغة العربية. وأتمنى من الدارسين أن يسعوا جاهدين لجعل كافة دراساتهم في ضوء اللسانيات الحاسوبية، كي يتم ربط الحاسوب باللغة، وهو عبارة عن شق نظري وعملي لموضوع الدراسة وبهذا يستطيع الباحث أن يكون نحويا وحاسوبيا في آن واحد وهذا لن يكلفه الكثير.. الذي أريد أن أصل له عزيزي القارئ أن اللسانيات الحاسوبية ليست أمرا معقدا ولا شيئا غامضا ولا شيئا لم بل يستطيع من لديه تفكير هندسي لغوي بحوسبة أي دراسة علمية وفق برنامج محوسب وقد فعل الكثير هذا النهج.
********
لو جمعنا بين الدراستين اللتين تجمعان نفس المصطلح البحثي، نجد أن الأولى تبحث تطويع مصطلحي، والثاني عموما مشروعها بحثي برمجي ، ويمكننا جمع الفكرتين ببوتقة عمل ممتازة .
وهي على أهميتها، تجعلنا نسأل سؤالا أكبر من هذا :
-مادام قراء وباحثين العربية لم يصلوا لهذه الزاوية المتخصصة الدقيقة ، والتي تبحث عموديا لتطويع اللغة العربية عصريا، ماذا عن جمهور اللغة العربية لغير الناطقين بها؟ كتطور أفقي؟.
أليس لهم حقوقا علينا ، انتبه لها الغرب فنشروا مواقعهم لنشر لغتهم أفقيا وقصرنا؟
الرد سيقدمه موقع وليد اسمه: أرابيك سكول:
انتظروه قريبا
سؤال فقط.
[1] من مقال: لغة الإعلام في ظل حوسبة اللغة العربية:
http://omferas.com/vb/showthread.php?t=58420&p=228172#post228172
[2] اللسانيات الحاسوبية والمنهج التقليدي… رؤية تطبيقية
http://omferas.com/vb/showthread.php?t=59706&p=228173&posted=1#post228173
د. ريمه الخاني