ليس كل من يتصدر واجهات الإعلان صادقا!!!
قياسا على مقولة : ليس كل مايلمع ذهبا، نقول: ليس كل من تلمعه واجهات الإعلام ، يستحق الشهرة، ولو بحثت جيدا،فإن وراء كل اسم مشهور، فريقا من المجتهدين، ونكرر مشهور حصرا، وربما يكون قد ساهم، أو سرق،أو استطاع بالمحسوبية استراق الأضواء، وليس هو كل شيء في العمل، وقد يكون طرفا له، أو يحمل الأرهاصة الأولى البسيطة جدا ، أوالغبية مثلا كبدايات الفيس التي لم تبدأ من الصفر بل من برنامج My spaceالحي.
مبدأ الإضافة البسيطة مبدا ذهبي، يجعل فعلا كل مالم يلمع، أن يصبح ذهبا مستقبلا…
بعض أمثلة للتوضيح:
ستيف جوبز كانت تنطبق عليه هذه القاعدة أيضاً ..
الرجل الذي بعد وفاته بقليل ، وتحديداً فى فبراير من العام 2012 ، وصلت قيمة شركة أبل التى أدارها ( وانقذها أيضاً فى العديد من المواقف ) إلى نصف تريليون دولار .. اي مايوازي الدخل القومي لدول منعشة اقتصادياً مثل السويد والسعودية وبلجيكا وغيرها !
لم يشهد التاريخ إلا نادراً فى الذاكرة أن مايكروسوفت لامست هذا الرقم في أواخر التسعينات .. ولم يشهد الاقتصاد التقليدي فى العالم أن قامت أي من الشركات بملامسة هذا الرقم ، سوى شركة ” إكسون موبيل ” التى تعمل فى النفط .. وجنرال إليكتريك .. وأرامكو السعودية .. فقط شركات تُعد على أصابع اليد الواحدة ..
الرجل النابغة الذي ساهم فى تحقيق كل هذا المجد .. كانت له أيضاً عيوب ” قاتلة ” !
من سيرته الذاتيه : نرجسي .. أب فاشل !
فى العام 2004 ، طلب ستيف جوبز أن تُكتب قصة حياته وسيرته الذاتية ، بعد أن علم بإصابته بمرض السرطان وأبقاها سراً .. ولم يُلبّ إيزاكسون – الناشر – هذا الطلب وقتها .. إلا أن تفاقم مرض ” جوبز ” فى العام 2009 ، وقيامه باخذ اجازة مرضية مفتوحة من شركة أبل ، بسبب تعاظم تأثير مرض السرطان عليه .. جعل إيزاكسون يوافق..
صدرت السيرة الشخصية لستيف جوبز بالطريقة التى رغب بها أن تكون ، عن دار ” سايمون أند شوستر ” للنشر ، من عدد صفحات وصل إلى 630 صفحة ..
العجيب أنه فى هذه السيرة لم يرسم إيزاكسون شخصية ” جوبز ” فى صورة القدّيس المُنزه من الاخطاء .. بل قام بالكشف عن مناح سلبية للغاية فى شخصية جوبز !
ذكر إيزاكسون أن جوبر كان ممتلئاً بذاته كُليا ، وأنه كان نرجسياً بصورة هائلة ، لا يرى سوى نفسه .. يُفكر دائماً باعتبار أنه استثناء لا تنطبق عليه القوانين التى تنطبق على الناس العاديين..
التحقيقات المتوالية التى بدأت تُثار حول سوء ظروف العمل فى مصانع أبل فى الصين – بل الكوارث التى حدثت خلال هذه الفترة – ، لم تُثر أي تعاطف لديه على الإطلاق..
لم يكن جوبز حميماً مع أصدقاءه ، بل كان يُعامل بعضهم بخشونة وإحتقار أحياناً كثيرة..
لم يكن أباً مثالياً على الإطلاق ، ولم يُبد أي اهتمام فعلي بإبنتيه ! .. ربما هذه القسوة سببها ترسيبات فى ذاكرته وشخصيته عندما رُمي وحيداً فى ملجأ للأيتام من قبل أبيه البيولوجي ، وعانى طويلاً حتى التقطته الأسرة التى قامت بتربيته !
والعجيب أن جوبز لم يعترض على هذه النواحي شديدة الإظلام فى شخصيته عند عرضها فى السيرة الشخصية ، بل بدى مُتقبلاً لعرضها كما هي .. وهو مافسّره البعض أنه بسبب شخصيته النرجسية ، التى ترى أن الجوانب السلبية لدى العُظماء هي التى تصنع منهم شخصيات تاريخية !
من مكتب التحقيقات الفيدرالي : مُدمن !
الواقع أن الجانب المُظلم لشخصية جوبز لم يظهر فى سيرة ” إيزاكسون ” فقط .. بل ظهر أيضاً بوضوح فى ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي الـFBI !
نشرت مجلة ” ويرد ” العلمية الامريكية تقاريراً لهذا المكتب ، تُفيد أنه إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ، كان قد وجّه دعوة للعديد من الشخصيات الامريكية البارزة ، جاء ” جوبز ” فى مُقدمتهم للحضور إلى عشاء فى البيت الابيض..
وكإجراء روتيني ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالية بإجراء تحرّيات عن كل شخص وُجهت إليه الدعوة ، ومراجعة السجلات الشخصية لهم..
وكانت النتائج مُفاجآت حقيقية فيما يتعلق بالعبقري الراحل ستيف جوبز ..
فالرجل كان متعوّداً على تعاطي مواد مُكيّفة منذ صباه ، مع إنجذابه الهائل لتعاطي حبوب الـ ( LSD ) الخطيرة جداً ، والتى تُدخل المدمن فى حالة هائلة من النشوة الفائضة ، وتؤثر فى قدرته على التعامل مع الواقع بشكل كامل..
للتوضيـح :
” إذا كنت لا تعرف حبوب الـLSD ، فهي حبوب لا تضمن فعلاً إذا كنت ستظل حياً حتى تفيق من تأثيرها .. لابد لمن يتعاطى هذه الحبوب أن يكون معه فرد لا يتعاطاها حتى يراقبه ويضمن ألا يؤذي نفسه .. يُطلق المدمنون المحترفون على هذا الفرد إسم ( حارس الرحلة ) .. لأن المخدر عندما يتسلل إلى عقل المُتعاطي ، يكون الوثب من الشرفة أو اشعال النار فى النفس أو قطع الوريد .. كلها امور منطقية جداً ! “
عبقري .. تنقصه الأمانة !
كما لاحظ أيضاً الـFBI أن جوبز كان يكذب على الدوام ، وبدون أي جهد .. وان الامانة والنزاهة لم تكن من صفاته فى الكثير من المواقف ، وكان يميل إلى تحوير الوقائع وتشويهها ببساطة..
شملت أيضاً تحقيقات الـFBI حوالي 30 شخصاً كانوا يعملون معه فى مراحل مُختلفة ، سواءاً فى ” بيكسار ” أو ” أبل ” .. وقد ساد بينهم شبه إجماع على إعجابهم الهائل بعبقريته ومساهماته الكبيرة فى عالم التقنية ، إلا أنهم لم يظهروا آراءاً إيجابية على الإطلاق فيما يخص شخصيته !
بل ذُكر أن هناك شخص كان مقرباً منه ، قال ان جوبز كان يُعلن امامه بصراحة ووضوح أن النزاهة والامانة ليستا من المواصفات الأساسية للسياسيين الكبار .. وأبدى تفهماً لها !
يؤكد هذه المعلومة أن شركة أبل أعفته من مسؤولياته فى العام 1985 ، ثم أقالته من منصب الرئيس فى العام1986 ، ووجهت له سلسلة من الاتهامات تتعلق بعدم النزاهة والكذب والغش وسرقة اسرار تقنية وغيرها ! .. صحيح أن هذه الدعاوى لم تثبت كلها عليه ، إلا انها تُشير فى النهاية إلى إضطراب يصعب إخفاؤه فى شخصية جوبز ..
ومع ذلك ، عاد جوبز إلى أبل لاحقاً لينتشلها من مسلسل التقهقر التى تعانى منه ، ويدفع بها لكي تصبح العملاق الاكبر فى عالم المعلوماتية على الإطلاق !
ستيف جوبز لم يكن ملاكاً ياسادة .. اختلف او اتفق مع شخصيته كما تُحب ..
ولكن المؤكد أنك عندما تقف امام إنجازاته واعماله ، لن يكون فى وُسعك سوى أن تشعر بالإنبهار من عبقريته ونجاحه وإصراره على التميز والإبداع .. التى جعلت تُفاحته هي أعظم شركة وعلامة تجارية فى عالمنا اليوم ..
و بلا مُنافس على المستوى القريب فيما يبدو !
أراجيك
*********
ولد بيارن ستروستروب (Bjarne Stroustrup) في 30 كانون الأول من عام 1950 في مدينة آرهيوس بالدنمارك.
عاش طفولة طبيعية حاله كحال معظم الأطفال، فكان يحب لعب كرة القدم في الساحة المقابلة لمنزله وقيادة الدراجة على الشاطئ، وتعلّم حب الأشجار وأهمية الحفاظ عليها عندما كان كشافاً في مدينته في ذلك الوقت.
لم يكن من عائلة ذات خلفية أكاديمية، لكنه كان طالباً ذكياً ومجتهداً. في المرحلة الثانوية كان كالعديد من الطلاب، حيث لم تكن لديه أدنى فكرة عما يجب فعله بعد التخرج من المدرسة الثانوية.
كان لديه الكثير من الأحلام، فكان يحلم بأن يصبح مهندساً ومؤرخاً وعالم اجتماع وغيرها لكنه في النهاية قرر اختيار تخصص الرياضيات وعلوم الحاسوب، فقد كانت الرياضيات من المواد المفضلة لديه في الثانوية.
في ذلك الزمن، كانت أجهزة الحاسوب نادرةً وباهظة الثمن ومخبأة في غرف ضخمة مخصصة لها. فلم يرى جهاز حاسوب من قبل في حياته حتى بداية دراسته الجامعية في جامعة آرهوس، وبالتحديد حاسوب قسم الرياضيات الملقب بـ(GIER).
وما أثار شغفه في البرمجة كان مادة “تمهيد إلى علوم الحاسوب” والتي كانت بداية حبه لهذا العلم والبرمجة.
“التصميم والبرمجة هما من الأنشطة البشرية، انسى ذلك وكل شيء قد يضيع” – بيارن ستروستروب.
في المرحلة الجامعية عمل بيارن على كتابة برامج تجارية صغيرة لمكاتب تجارية لكي يؤمن مصاريف دراسة الماجستير، تعلم أثناءها الفرق بين تطوير برامج يعتمد عليها الآخرين في تحصيل سبل معيشتهم والبرامج التي يطورها للفائدة الشخصية. أيضاً عمله في مجال “معمارية الحواسيب” ساعده فيما بعد في اتخاذ القرارات حول لغات البرمجة وتقنيات تنفيذها وتطويرها.
“أجد أنّ اللغات التي تدعم نوعاً واحداً من البرمجة تكون مقيِّدة” – بيارن ستروستروب.
بعد حصوله على درجة الماجستير في الرياضيات وعلوم الحاسوب من جامعة آرهيوس عام 1975، انتقل إلى المملكة المتحدة ليكمل دراسة الدكتوراه في جامعة كامبريدج.
وفي رسالة الدكتوراه عمل في مشروعه على محاكاة “النظم الموزعة” باستخدام لغة المحاكاة (Simula67)، والتي تعلمها سابقاً في دورة تعليمية في جامعة آرهوس.
استفاد من تجربته هذه كثيراً وتعلم منها أنه يحتاج إلى لغة تتسم بالمرونة والقدرة على العمل بكفاءة أينما كان.
بعد انتهاءه من الدراسة في جامعة كامبريدج وحصوله على شهادة الدكتوراه عام 1979، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل كباحث في معامل بيل (Bell Labs AT&T) في موري هيل – نيوجرسي.
هناك قام بأبحاث عن “الحوسبة الموزعة باستخدام الشبكات المحلية” (distributed computing using LAN)، لكنه لم يحقق تقدماً جيداً، لأن الأدوات المتوفرة لم تكن مناسبة لهذا النوع من المشاريع، لذا قام بتطوير ما سماه بـ ( C with Classes ) لتساعده باستخدام البرمجة غرضية التوجه (object-oriented programming) في المحاكاة وفي برمجة أنظمة العتاد الصلب (hardware systems programming).
ثم تطورت إلى اللغة العالية المستوى (++C) حيث أثرت هذه اللغة بلغات أخرى مثل Java, C#,fortran.
كان تطوير لغة C++ جزءاً من الثورة العلمية التي قامت بتغيير العالم إلى ما هو عليه الآن، ويعتبر بيارن أب ومطور هذه اللغة، أنها أفضل شيء قدمه في حياته!
وبعد المسيرة الطويلة والأبحاث التي قام بها في معامل بيل، قرر بيارن الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياته والدخول في عالم التعليم، حيث قبل عرض التدريس في جامعة Texas A&M فبالنسبة له التعليم أفضل وسيلة لتغيير العالم نحو الأفضل.
“نحن بحاجة إلى تحقيق توازن أفضل بين النظرية والتطبيق” – بيارن ستروستروب.
حضارتنا الآن أصبحت تعتمد على البرمجيات بشكل أساسي، لذا فهي تحتاج إلى متخصصين في تطوير البرمجيات يمتلكون معرفة نظرية وكفاءة مهنية عالية، فالمعرفة النظرية والخبرة العملية يجب أن تكونا متوفرتين بشكل متوازن.
ويرى أن مشكلة التعليم الحقيقية الآن بشكل عام هي المحتوى التعليمي الذي يفتقر للملائمة بين مكوناته، فيجب أن يكون هناك مواداً أساسية مثل(الرياضيات ومعمارية الحاسوب وتراكيب البيانات والخوارزميات) وموادً متخصصة متممة مثل (الرسوم البيانية والشبكات).
“لغة C++ مصممةٌ لتدعك تعبّر عن الأفكار، لكن إذا لم يكن لديك أفكار أو لم يكن لديك أي فكرة كيف تعبّر عنها، فإن اللغة لا تقدم الكثير من المساعدة”، بيارن ستروستروب.
من الأخطاء الشائعة التي يقوم بها المبرمجون هي كتابة التعليمات البرمجية بأسلوب لغاتٍ برمجيةٍ سابقة، لذا هاكم بعض النصائح من بيارن ستروستروب:
*”كيف تقوم بعملية الـ (Testing)؟ سؤال لا يمكن الإجابة عنه بشكل عام.
من ناحية أخرى، متى تقوم بهذه العملية؟ سؤال له إجابة عامة: في أقرب وقت وكلما كان ذلك ممكناً”
*”كن مغامرا في اختباراتك وحريصا إلى حد ما في اعداد برنامجك البرمجي”
*”أي شخص يأتي إليك ويقول أنّ لديه لغة كاملة هو إما ساذج أو مندوب مبيعات”
*تعلم عدة لغات برمجية ونقاط الضعف والقوة فيها بشكل جيد.
*”إذا كنت تعتقد أنها مسألة بسيطة، عندها قد تكون أسأت فهم المشكلة”
*”حاول أن تستخدم لغة البرمجة كأداة تفاعلية للتعبير عن أفكارك تماما كأنها لغتك الأم”
*”الناس الذين يعتقدون أنهم يعلمون كل شيء يزعجون حقاً أولئك الذين هم منّا ويعلمون أننّا لا نعلم كل شيء”
*”قم بقراءة مقالات وكتب لتنمية وتطوير مهارات جديدة واهتمامات خارج مجال تطوير البرمجيات”
*”وأهم شيء: استمتع بلغة ++C”
“داخل لغة ++C .. يوجد لغة أصغر وأوضح تسعى جاهدةً للخروج”
لهذه اللغة مستقبل مشرق في المساهمة في التطور الذي أصبحت عليه شبكة الإنترنت بعد ظهور البيئة السحابية (Cloud Environment)، فلديها نقاط قوة مميزة في مجالات البنية الأساسية والمهام ذات الموارد المحدودة. وقد بدأت بالفعل تتوضح هذه التقنيات والمميزات على شبكة الإنترنت من خلال المتصفحات و الآلات الافتراضية كجافا (JAVA VM) على سبيل المثال، إضافة إلى ظهور نظام تشغيل مفتوح المصدر مدمج مع نظام Linux، صمم من قبل شركة Cloudius مخصص للعمل في البيئة السحابية.
وهناك الكثير من الجهود المبذولة لتطوير اللغة ونقلها إلى البيئة السحابية، ربما ستنجح أحدها قريباً في تحقيق ذلك.
“الجنون أمر وراثي تأخذه من أولادك” – بيارن ستروستروب.
في الوقت الحالي يعيش بيارن مع زوجته في مدينة نيويورك، حيث يعمل في شركة MORGAN STANLEY العالمية للخدمات المالية. ابنته طبيبة وابنه باحث في بيولوجيا الأنظمة الحيوية.
نهاية، نذكر لكم بعضا من إنجازات العظيم بيارن ستروستروب و تاريخ هذه اللغة العظيمة.
ألّف بيارن عدة كتب على مدى هذه الأعوام أشهرها كتاب “The C++ Programming Language” عام 2000، والذي كان أكثر الكتب مبيعاً في ذلك الوقت وتمت ترجمته إلى أكثر من 19 لغة.
كما حاز على العديد من الجوائز منها جائزة الـ Computer Entrepreneur المقدمة من جمعية IEEE عام 2004.
واختير كواحد من الـ”20 شخصاً الأكثر تأثيراً في صناعة الحواسيب خلال السنوات الـ 20 الماضية” من قبل مجلة BYTE عام 1995.
أما عن تاريخ لغة ++C فقد أحتلت أهمية كبيرة في كتابة نظام التشغيل ويندوز بأغلب نسخها.
إضافة الى أنظمة Symbian OS و RIM BlackBerry OS 4.x
و أغلب المتصفحات كجوجل كروم وموزيلا فايرفوكس.
ما رأيكم، هل فعلاً سيكون للغة ++C دور مهم في السنوات المقبلة؟
منقول
*********
هل شاهدت فيلم قراصنة ةادي السيليكون؟: