مهما كان المفكر حرا، ومهما كان طائرا منطلقا في فضاء الإبداع، فلابد من ضوابط لطريقه الزاخر بالاشواك، وإلا لما كانت الرسالات تنزل من السماء لتضبط السلوك الإنساني الفريد دوما، ويبقى فن الحوار واحدا من أهم الأمور التي يجب أن يتجلى بها المفكر هذا ليكون حرا بإيجابية.
ماذا يعني لك الحوار الحر؟
-أولا الحوار هو كلام متداول بين شخصين متكافئين، وعليه فهما ينزعا للحوار التوافقي، وليس الخلافي.
-وإن حصل خلافا ما؟
هنا عليه ألا ينسف ماتقضل به الآخر مادامه يعترف بالآخر ، ولديه مقومات الحوار الصحيح من إنصات واحترام والحكمة،والأفكار الهامة ، والتي تجعله على يقين من أنه مفكر هام، ولديه مايقدمه،وعليه فمن مقومات فكره الناضج الاعتراف بخطئه إن حصل، وليس هذا بعيب أبدا، بل هو في قمة التفهم ، والرغبى باستمرار الحوار الإيجابي،، تخطيطه للحوار بجودة، تحديد النقاط الإيجابية والسلبية بينهما إن كان هناك مداولة ثانية ويفضل، لأن كل محاور حكيم عليه مراجعة نفسه ، وسيدقق بما قدمه ومايجب أن يقدمه.
-وماذا عن الأنا الحاضرة فينا دوما؟
-ستبقى لكنها لاتصرخ ، بقدر ماتراجع نفسها دوما، هل هي على الطريق الصحيح؟
-جميل جدا.وماذا عن مبدأ المخالفة: خالف تعرف ، ومن لم بكن معي فهو ضدي ووو
-حقيقة هي علة موجودة في ضميرنا لاسبيل لنسفها..لكن من الحكمة للمحاور النظيف، ان يحسن تسويق أفكاره بعدم الغضب والانتصار للنفس بقدر فسح المجال للطرف المحاور لتمر أفكاره بهدوء، وكما قالوا عن المرأة قديما، عندما تؤيد ماقالته، ستتراجع عن قولها، لأنك مدحتها هنا.هل وضحت وجهة نظري؟
-أظن ذلك، وعليه فليس على المحاور إقناع الطرف الثاني، بقدر حسن طرحه للفكرة.
-تماما وهذا بيت القصيد الذي نبحث عنه.
-إذن متى تشعر بالحرية؟
-عندما أطرح فكري بهدوء وتعقل، مع عدم زج الآخر في خطوة الٌإقناع رغما…
-هل هذه هي الحرية؟
-وهل الحرية ان أطغى على غيري وأجبره على تقبل فكري؟ فكما أنت حر فغيرك حرا، ليست حريتك التي تقف عندما تبدأ حرية الآخرين، بل في فن رسم مسافة الأمان بينكما.
-على هذا نحن نفتقد لهذه المسافة؟
-في كل مضمار ومناخ وعالم…
-إذن عليكم أنتم وضح الخطوات العملية للفكر الحر المنضبط.
-تماما
-متى ؟؟
عندما نجد مستمعا ، عندما تعرف أين تذهب بأفكارك، عندما لاتتطرف فيها، وتكون حياديا بطريقة ما.
-من الصعب ان أرد عليك بسؤال الآن ، لكن أعدك بجولة ثالثة.
على الرحب والسعة.
جوالك التقنية.
